الدكتور وائل عبد الرحمن حبنّكة الميداني
عندما كنتُ أُعِدُّ حقيبةَ السفر لأعود إلى دمشق بزيارةٍ خاطفةٍ بعد غيبةٍ طويلةٍ وقفَ أبنائي وبناتي في جِدةَ حولي يقولون : نيّالك يا بابا رايح عَ الشام ... أمانه تسلّملنا عَ الشام وتْبَوِّسّلْنا ياها ... واللهِ رح يطق قلبنا عليها .
تشاغلتُ عنهم وأخفيتُ عيوني كي لا يرون دموعاً تسألهم : كيف أُقبّل الشام ؟!
ما أَصْدَقَ حبّكم للشام يا أبنائي !!!
تشاغلتُ عنهم وأخفيتُ عيوني كي لا يرون دموعاً تسألهم : كيف أُقبّل الشام ؟!
ما أَصْدَقَ حبّكم للشام يا أبنائي !!!
قبّلتُ وجه الشامِ عن أولادي
فوَجَدْتُهمْ في الفُلّ والكَبّادِ !!!
ووجدتُ آمالي على أسوارها
تسبيحةً فيها صدى أورادي
مُذ لاح لي من قاسيون جبينُه
أدركتُ أنّي قد بلغت مُرادي
وأخذتُ أنفاساً أعادَ شهيقُها
لِيْ من حياتي لحظةَ الميلادِ ...
مِنْ فرحتي ألْقَيتُ كلَّ حقائبي
ووقفتُ كالمغلولِ بالأصفادِ
أغمضت عيني أستعيد طفولتي
وحقولَ عمرٍ طابَ فيه حصادي
أستجمعُ التاريخ وهو بخاطري
راياتُ عزٍّ في ربى الأمجادٍ
كمآذن الأمويِّ كنتُ ، وبسمتي
كانت كصبحِ الشامِ في الأعيادِ
لمْ أدْرِ حين العينُ مِنّي حَدّقَتْ
فوق الرصيفِ برائحٍ أو غادي
إلاّ وكفُّ الحزنِ تصفعُ جبهتي
في واقعٍ ما عِشْتُه ببلادي
حولي وجوه العابرين تمرُّ بي
قطعاً من الأسمنتِ واللَّبادِ !!!
تلك الوجوهُ لها بقلبي صورةٌ
كنضارةِ النُسّاكِ والعُبّادِ
كانت سماتُ العزّ في قسماتهم
وجباهُهُم كانت جباهَ جيادِ
ما لي أرى الإنسان في نظراتهم
يبكي ويندب حظه وينادي ؟!
هم صامتون وصوتهم بصدورهم
أصداءُ رعدٍ مُرعبٍ في وادي
يا حسرتي يا شامُ كيف تحوّلتْ
أفراحُنا لمآتمٍ وحِدادِ ؟!
فوَجَدْتُهمْ في الفُلّ والكَبّادِ !!!
ووجدتُ آمالي على أسوارها
تسبيحةً فيها صدى أورادي
مُذ لاح لي من قاسيون جبينُه
أدركتُ أنّي قد بلغت مُرادي
وأخذتُ أنفاساً أعادَ شهيقُها
لِيْ من حياتي لحظةَ الميلادِ ...
مِنْ فرحتي ألْقَيتُ كلَّ حقائبي
ووقفتُ كالمغلولِ بالأصفادِ
أغمضت عيني أستعيد طفولتي
وحقولَ عمرٍ طابَ فيه حصادي
أستجمعُ التاريخ وهو بخاطري
راياتُ عزٍّ في ربى الأمجادٍ
كمآذن الأمويِّ كنتُ ، وبسمتي
كانت كصبحِ الشامِ في الأعيادِ
لمْ أدْرِ حين العينُ مِنّي حَدّقَتْ
فوق الرصيفِ برائحٍ أو غادي
إلاّ وكفُّ الحزنِ تصفعُ جبهتي
في واقعٍ ما عِشْتُه ببلادي
حولي وجوه العابرين تمرُّ بي
قطعاً من الأسمنتِ واللَّبادِ !!!
تلك الوجوهُ لها بقلبي صورةٌ
كنضارةِ النُسّاكِ والعُبّادِ
كانت سماتُ العزّ في قسماتهم
وجباهُهُم كانت جباهَ جيادِ
ما لي أرى الإنسان في نظراتهم
يبكي ويندب حظه وينادي ؟!
هم صامتون وصوتهم بصدورهم
أصداءُ رعدٍ مُرعبٍ في وادي
يا حسرتي يا شامُ كيف تحوّلتْ
أفراحُنا لمآتمٍ وحِدادِ ؟!
أطرقتُ حتى كدتُ أنسى أنني
كُلّفتُ بالقُبُلاتِ عن أولادي !!!
ودخلتُ للحيّ الذي برحابه
ثلجيي ونارُ تلوّعي ورمادي
ومسحتُ دمعةَ مَنْ شَرُفْتُ بحبّهم
دهراً ... وكانوا بالهوى أسيادي
وسألتهم عن كل يومٍ بيننا
عشنا به أو عاشه أجدادي
عانقتهم ورميتُ في أحضانهم
عمري ودِفْءَ مشاعري وفؤادي
لم أدرِ عند عناقهم … هل يا ترى
مازال طِيْبُ ودادهم كودادي ؟!
كُلّفتُ بالقُبُلاتِ عن أولادي !!!
ودخلتُ للحيّ الذي برحابه
ثلجيي ونارُ تلوّعي ورمادي
ومسحتُ دمعةَ مَنْ شَرُفْتُ بحبّهم
دهراً ... وكانوا بالهوى أسيادي
وسألتهم عن كل يومٍ بيننا
عشنا به أو عاشه أجدادي
عانقتهم ورميتُ في أحضانهم
عمري ودِفْءَ مشاعري وفؤادي
لم أدرِ عند عناقهم … هل يا ترى
مازال طِيْبُ ودادهم كودادي ؟!
الدكتور وائل عبد الرحمن حبنّكة الميداني