يقول أحد الـ"ثوار" بانه مستعد لتقاسم أرباح معبر حدودي مع النظام. طبعا العبارة بذاتها تحمل مغالطات المفاهيم العوجاء التي تحملها قيادات الثورة والتي ترى في نفسها "وريثة الدولة."
فالثورة حالة رفض لكل القيم القائمة والتي تحكم علاقة السلطة بالمجتمع. فكما تعاملت الدولة على مدى ستين سنة على أنها "مزرعة الملك" حيث يكون المال مال الطاغية وله أن يجمعه كيف شاء وان ينفقه كيف اراد. كذلك بعض الثوار، يتحولون بتبني نفس المبادئ من ثوار إلى قاطعي طرق.
فالنظام الذي لم ينتخب بإرادة حرة لا حق له بفرض أي نوع من الضرائب لا على الحدود ولا في غيرها. والمال الذي بيده كله مغتصب. أما الثوار أو ما يسمى بالثوار فالمال الذي بيدهم ليس مالهم، والثورجي الذي يريد أن يتقاسم "الأرباح مع النظام" لم يخوله أحد بجني هذه "الأرباح" ولم يبين لأحد أين ستنفق.
كما أن هذه لا يمكن أن تسمى أرباحا بأي شكل من الأشكال، وبأي صفة تؤخذ من الناس هذه الأموال. فلافرق بينه أن وضع الحاجز عى نقطة حدودية ةبين قاطع طريق يسطو بالسلاح على الناس في مسارهم.