مرة بعد صلاة الجمعة انتهيت من التسبيح فقام في الصفوف الأخيرة من المسجد أحد الشباب الأمريكان وسألني قائلا: "هل من الممكن أن أطرح سؤالا؟" أجبته : "بالتأكيد." فانطلق يشرح المشاكل التي يتعرض لها المراهقون في مدارسهم، وأهمها مشكلة المخدرات وكيفية محاربتها.
طبعا قبل أن أجيب بكلمة قاطع أحد الأخوة مجيبا : " عندما تقوم الخلافة فكل هذه المشاكل ستنتهي"
طبعا هذه مشكلة حقيقية يتعرض لها الشباب هنا وبشكل جدي ، وخلافا لوهم الكثيرين من الجالية المسلمة الوافدة، فأحصائياتنا تماثل احصائيات الجاليات الأخرى، بل أولادنا اكثر تعرض لهذه المشكلة من المسلمين من أهل البلاد الأمريكان المسلمين. فأهل البلاد يعرفون كيف يحصنوا أولادهم ضدها بينما نحن الوافدين نختبئ وراء طهرنا للتعامي عنها.
ولكن غرض المثال هنا ليس المخدرات ولا مشاكل الشباب، غرضنا في عرض طريقة الهروب إلى الأمام عند الكثيرين ممن تنطع لقيادة الأمة سواء سياسيا أو عسكريا أو فكريا. فجواب الأخ المقاطع يرمي بالمشكلة على المستقبل وينتظر الخليفة ليحلها له. بينما وقف الأخ السائل محتارا. فتفسير الكلام في منظومته الفكرية غير مستوي، فهذا يعني أنه عليه أن ينتظر أن يأتي الخليفة ليستطيع أن يفعل شيئا لها.
هذا الهروب إلى الأمام نستطيع أن نشاهده بشكل واضح للعيان بأمثلة:
- عندما نسمع متحدثا في عمان يرمي بكل المصائب الاقتصادية التي تصيب العالم الإسلامي على فك الإرتباط بين أردغان و جبهة النقد الدولية.
- عندما نسمع متحدثا ينتظر من قوات التحالف الأمريكي أن تسوى الموصل بالأرض لكي يبدأ بحل مشاكل الأمة بالمنهج الذي يناسبه.
- عندما نسمع متحدثا ينتظر أن يصل الشحن من الداعم لكي يبدأ تنظيم صفوف قواته أو ما بقي منها.