منذ 2007 ، وبين الحينة والأخرى ، يأتيني اتصال من بعض "من لا
أعرف" يقدم نفسه بأدب، ويبدأ "استجواب
سياسي" ، يريد صاحب الصوت أن يعرف رأيي بالقضية الفلانية والمسألة العلانية،
وأنا أجيب وأعطي رأيي بصراحة ، فأنا لم أعتد أن أخفِ رأي لا في العام ولا في
الخاص.
في البداية كانت أغلب الأتصالات تأتي من النظام، وكنت أشعر أنها
تحاول أن أذكر المعارضة بسوء، وبعد الثورة أصبحت الأتصالات تحاول أن تجعلني اذكر
الثورة بسوء. بعض هذه الاتصالات ركزت على اسرائيل وموقفي منها . بعضها كانت تبحث
عن موقفي من بعض القضايا الحساسة مثل موقفي من الأقليات ولاسيما الأكراد بشكل عام
واستقلالهم بدويلة بشكل خاص. واللائحة طويلة ؛ كل هذا يتم في سبيل الايقاع
واستعمال الحديث لالحاق الضرر بالثورة.
وفي كل مرة تنتهي المحادثة وأسأل نفسي متى سأسمعها على الإعلام أو على
تلفريون النظام؟ وفي يوم من الأيام اتصلت معي
أخت ثورية لتعلمني بأن اسمي كان جزء من تقرير اخباري على تلفزيون النظام على أنني
عدو للوطن وعميل اسرائيلي، فبعد مراجعة البرنامج كان هناك فعلا تقريرا شاملا وصور
ثابتة لي ومقاطع مقابلات (بدون صوت) من بعض مقابلاتي التلفزيونية مع ما يليق بي من
أتهامات بصوت المذيع. فحمدت الله على حفظه
فكل هذه المقابلات الإعلامية وكل هذه المحادثات الهاتفية لم يستطع النظام أن
يستخرج جملة واحدة يستطيع أن يستعملها لضرر الثورة. إلى أن نشر موقع "بانوراما الشرق الأوسط"
مقالا أخذ الكاتب بعض مقالاتنا حول الليرة السورية المنشورة في الجزيرة
وأورينت نيوز وغيرها وأعاد صياغتها لتظهر بأننا نشهد بأن الليرة السورية قوية. والنظام السوري وعملاءه وقوتهم لم يستطيعوا أن
يفعلوا إلا الكذب وذلك بفضل من الله ومنه.
كما أن بعض من المحادثات الحديثة تتمحور حول الموقف من
#الدولة_الأسلامية؛ وكم تمنيت لو أنني
الذي يسجل هذه المحادثات (ولكن هذا عمل الجبناء) فأمام وضوح موقفي تجد الذي يتكلم
على الطرف الآخر صاحب موقف واضح، فبعداءه
للدولة الإسلامية لامانع عنده أن تفنى الرقة ودير الزور وأهلها وأن يموت أهل
الموصل والأنبار بمسلميهم ومسحيهم وآشوريهم وايزيديهم و.. و..و.. فداء الخلاص من
مجاهدي الدولة. بل من كلام بعضهم تجد أنه أحب
إلى بعضهم أن يحتل النظام الإيراني العراق كله طالما ماتت الدولة الإسلامية.
ولكن أسوأ الأتصالات التي وصلتني كانت من معارض أصبح ثورجي (لاثائر)
لم يقتت يوما من عرق جبينه؛ واليوم استطيع أن اروي هذه القصة وقد حاق المكر السئ
بصاحبه، فهو رجل أعرفه ويعرفني وكان كل
حديثه الهاتفي معي يهدف أن يجعلني أتكلم بالسوء علي أطراف أخرى في الثورة بدء
بالأكراد ونهاية بالآشوريين مرورا بحزب الشعب والاخوان وغيرهم. طبعا هذه المحادثة لن تجد طريقها للإعلام ولكن
غرضها أن يلقيها لمن يعتقد أنني أتحالف معه من هؤلاء وفي يوم من الأيام. وقد تسألني كيف أعرف هذا، الجواب "غير
التقني" لأنه عندما اختلف مع شريك نضاله وصاحبه بالجريمة أخرج تسجيلا هاتفيا
له ليثبت صحة كلامه.
كل هذه المحادثات ومازلت أنتظر أن أجد تسجيلا لها على النت تدور
"لتفضح مواقفي العميلة" فالمكر السئ لا يحيق إلا بأهله والله خير
الحافظين.
وأخيرا نسيت أن أذكر أنه طالما تستوي الأخلاقُ المؤيدة
والأخلاقُ المعارِضة فالنصر للأقوى.