على باب الفندق مسؤول الكراج أردني يعمل
معه جيش من الفلسطينيين والعراقيين. وبانتظار أن يحضر لي سيارتي، علم أنني سوري، فبدأ يلعن سبب
الربيع العربي، والشباب حوله يسمعون له دون أن يعترضوا على "معلمهم."
قلت له أنني أشعر بأن مستقبلنا اليوم أكثر
إنارة واستشراقا منه خلال السبعين السنة الماضيات. رفع حاجبه مستغربا واعترض قائلا يا أخي كنا عايشين
ومرتاحين وكانت بلدنا بخير.
قلت: له لو كانت بلدنا فعلا بخير هل كنت
سأراكم جميعا على باب الأوتيل هنا في أمريكا،
لو كان وطننا بخير كنتم أتيتم إلى هنا
لتعملون هنا في هذا البلد.؟هو
الجميع رؤوسهم بالإيجاب.
وأطرق الجميع. وفي عيني بعضهم نظرة انتظار
مالذي سيجيبه صاحب "الممانعة" !
لم يجب ولكنه قال : يا أخي كانت دمشق جميلة. قلت له لا جمال مع الذل أخي، هل
تعرف أن اليونان كانوا يأتوا يعملوا عندنا في الحمسينات؟ أين الوطن العربي وأين اليونان.
العمل ليس معيبا لا في بلدك ولا في بلد
آخر، ولكن عندما يصبح عدد سكان البلد خارجها
أكثر من عددهم في داخلها فهذا يعني أن حرقها أولى. بكل أسف حتى قيمة العمل تدمرت في ثقافتنا ولكن هذا
مقال آخر ليوم آخر ان شاء الله.