هناك الكثير مما يمكن أن يقال عن مقابلة بشار أسد مع صحفي الديلي تلغراف أندروا جيليان يوم 28 تشرين الأول 2011. ولكن ما أثار اهتمامي المقدمة التي وضعها الصحفي للمقابلة. فهي تعني الكثير رغم أنها صيغت لتعبر عن الحالة الإستثنائية للآسد مقارنة مع الدكتاتورات السابقة. ما هو مثير حقا الحقائق التالية:
أن المقابلة لم تتم بترتيب من القصرالجمهوري و وزارة الإعلام، فالصحفي يقول أن إمرأة صغيرة بالسن رتبت اللقاء وقامت بنقله بسيارتها الخاصة،
أن المقابلة لم تتم في القصر الجمهوري، ولكنها تمت في مكان أقرب إلى أن يكون مخباء. فالصحفي يقول بأن السيدة ساقت السيارة لمدة عشر دقائق قبل أن تدخل إلى طريق جانبا لا يبدو عليه أنه يستعمل كثيرا وفيه أعشاب طويلة على جانبه.
لم يكن هناك أي أمن مرئي أو ظاهر للعيان بل لم يكن هناك حتى بوابة، كان هناك رجلا بلباس عامل التنظيفات يقف أمام كوخ صغير. فقد ساقت صعودا إلى بيت ذو طابق واحد شبيه ببيوت الضواحي، كان الرئيس ينتظرالصحفي في البهو. وقد جلسوا ثلاثتهم على صوفا في مكتب أسد الصغير.
فهذه الترتيبات تطرح أسئلة أكثر. منها هل هذه الترتيبات بعيدة عن القصر الغرض منها فقط خداع الصحفي بتواضع بشار أم أن بشار أصبح ينام في كل يوم في مكان، ونحن نعرف أن المتظاهرين لا يشكلون خطرا مباشرا اليوم على بشار فإذا يخاف بشار ممن ؟
فهل هو يختبئ في بساتين التي تحيط كلية الزراعة، أم أنه في منطقة الربوة وقدسيا؟ أعتقد رسم خطوط 10 دقائق من فندق الصحفي أو من منطقة الفنادق كافية لكي تقول لنا أين هو بشار. :-)