خلال عدة من مقابلاتي
التلفزيونية هذه السنة أكدت أنه "على الثوار في الداخل أن يتعلموا السياسية
بسرعة وأن يختاروا 11 إلى 15 شخصية خارجية تعمل عندهم ولا يعملوا عندها ويتناسوا
المجلس،" وكنت قبل أن يتشكل المجلس
الوطني وقبل ان يتجاوز عدد شهداءنا ثلاث آلاف شهيدا كتبت الوثيقة التالية وهي رؤيةتنظيمية لإدارة مهمات الثورة في الخارج، وأرسلتها لمن أعرفه في الداخل من
الثوار، وبعض من اعتقدت فيهم الإخلاص في
الخارج آملا أن أقدم لهم رؤية تنظيمية تساعد على تجاوز ما هم فيه وأخدمهم فيها
بخبرتي المهنية والعلمية.
اليوم وبعد أربعين ألف
قتيل ودمار حاق بالبلد وبسمعة الثورة السياسية يحزنني أن أقول انني كنت على حق،
ويحزنني أن أقول أن الأمريكيين اليوم تبنوا خطة العمل التي اقترحتها وها هم
يفرضونها على المجلس الوطني وغيره من هياكل المعارضة المتحجرة. وكان حريا بنا أن نصل لها قبل أن تفرض
علينا، وأن نختار المخلصين لثورتنا قبل أن
يختار الآخرون لنا. (هذا لا يعني ابدا
اعتراضي على الأسماء المعلنة بل أسفي على الطريقة)
والذين وصلت لهم هذه
الوثيقة فقد أهملوها لأسباب عدة فهنالك من كان يخشى أن لا يتم اختياره لتمثيل
الثورة في الخارج، وهناك من اعتبر قبوله
في المجلس الوطني نهاية التقدم فلاداعي للبحث عن خطة بديلة، وهناك من عجز عن رؤية أهميتها التنظيمية لأنه
يدير الثورة كما يدير البقال بقاليته.
وهناك من همه أمرها ولكن قصرت قدرته على تنفيذها.
اليوم لم يعد الوقت
متأخرا، فالأمريكان - وخلافا لما يدور بالعقل المؤامرتي الذي اشتهر به السوريون - لا
يهمهم الكثير من الأمر، فقد ملوا بدورهم
عقم المجلس وعجزه وتلاعب صبيانه.
ومبادرتهم ليست إلا جوابا على هذه العقم وإن كان عدد كبير من أعضاء المجلس
يُموّلون ومنذ اليوم الأول من الأمريكان ولكن هؤلاء نسوا أن الامريكان يهتموا بتحقيق
الهدف وأن أشخاص المجلس ليسوا سوى أدوات وأن ما أُنفق على هؤلاء الأشخاص ليس سببا
بعدم التخلي عنهم. من هنا كانت الضربة
المؤلمة للمجلس ماحدث خلال هذا الأسبوع،
فسارع من في المجلس يعلنون الحرب على أمريكا، ولأول مرة يعلنوا عن ميزانيتهم
ومداخيلهم ومدفوعاتهم وأملهم أن يتمكنوا من انشاء بعض الدعم الشعبي لهم، لعلهم
يبقوا في الصورة السياسية بعد أن قرر الامريكان الحركة صبيحة الانتخابات عندهم،
وها هم ينتقلون من المقعد الخلفي إلى المقعد الأمامي في إدارة عملية نصرة الثورة
السورية. وعلينا أن نشكر الأمريكان على
هذه الحركة، فهكذا قد يتعلم الناس أن
الدعم الأمريكي لا يغني عن الدعم الشعبي،
فإن رأى الأمريكيون أن دعمهم لك لم يمكنك من تحقيق الشعبية المطلوبة فهم
"يغسلون يدهم منك."
اليوم لو اجتمعت قيادة
الثورة السورية في الداخل على مجموعة 11- 15 شخصية في الخارج يعتبرونها الجهة الوحيدة
الممثلة لهم، وينسوا المجلس الوطني، والإخوان وإعلان دمشق، وحزب الشعب، والــ ... (خليت
لحالي صاحب :-)) فإن الامريكان وغيرهم سيحترمون هذا سواء كان في هذه المجموعة
الأستاذ رياض سيف أو لم يكن، وهذا لا انتقاص فيه من الأستاذ رياض.
هذه المجموعة بشرعيتها
المنبثقة من شرعية الثوار ودماء الشهداء ستتمكن من إدارة ما بقي من المعركة
النهائية لإسقاط النظام، وإن حسن اختيار هذه المجموعة فعندها ستتمكن من تحريك
الفاعلين والفعالين من اعضاء الهياكل السياسية المذكورة. فالمعركة مازالت تحتاج
للكثير من تلاحم القوى السورية. وأعطاء
القيادة لهذه المجموعة لا يعني أن يذهب الآخرون إلى بيوتهم بانتظار سقوط
النظام. فعليهم أن يعملوا ولكن هناك جهة
لا خلافية تمثل الثورة تستمد شرعيتها من الثوار أنفسهم.
لذلك أنشر هذه الرؤيةفي الصفحة المرفقة لعل الثوار يجدوا فيها بعضا من الهدى.
محي الدين
No comments:
Post a Comment