قلت لهم:
إنكم لا تتعامل مع القضية وكأنكم حقيقة تحت الضرب، بل تتعاملون معها على انها بذخ وتسلية، واصبحت الثورة عمل من لا عمل له. هذا الكلام لا يعني غياب اخلاصكم، فالاخلاص عند البعض لا خلاف حولها، ولكن هناك شرطا آخر للنجاح وهو الصواب فنحن نحتاج لرؤية بعيدة المدى وقدرة على وضع استراتيجيات صحيحة على كل الأصعدة.
لكي تفهموا حساسية القضية وخطورة الوضع الذي تطرحونه عندما يطرح كل شخصين ونصف أنفسهم كمنظمة مُنقِذة، دعونا نضع القضية عبر اختبار واحد: أرجو من كل منكم أن يغمض عينيه ويتخيل أنه في سجن النظام، وأنه يريد أن يختار شخصا واحدا في أمريكا ليدافع عنه ويساعده بالخروج من سجنه، هل سيتصل بنسخته الأمريكية؟ هل سيتصل بذاته الأمريكية؟
سكت الجميع بعيون مليئة بالمفاجئة وكأنني ضربتهم بعصا، بعد برهة من الصمت المفكر أجابني أحدهم متهكما: طبعا أنت الوحيد الذي سنتصل به من سجننا! قلت: أنا لست المهم هنا! هل عندك أحد أخر لما إذا تفترض أنني سأكون الجواب إذا عندك إسم آخر؟ وليتني سمعت أحدهم يجيني (نعم أنا عندي رؤية لإخارج نسختي السورية من عبديتها وعذابها)
أنهينا الحديث مازحين، ولكن الثورة لا تعرف المزح، مازلت الجالية بعد 21 شهرا من الثورة تبحث عن بوصلتها. واليوم يبدو أن البعض وصل إلى نقطة التي نقول عنها: راحت السكرة وإجت الفكرة.
:-)
No comments:
Post a Comment