Sunday, November 24, 2013

وأرَّقني... تكالبُ أعداء

وأرَّقني... تكالبُ أعداء

نظم الأستاذ عصام العطار في عام 1964م إحدى روائعه:
"سطور من رسالة إلى الإخوة الأحبة في الشام"، ومطلعها:

تطـاول ليـلي والسهـادُ مرافقـي *** ومـا أطـولَ الليـلَ البـهيــمَ لآرقِ
غريب يقلِّبه الحنينُ على الغضى *** ويـرمضُهُ شوقاً إلى كـلِّ شائــقِ
تنـــاءت بــه دارٌ وأوحــش منـــزلٌ *** وظلَّلــه هـــمٌُّ مديـــدُ السُّـرادِقِ
وألقتــهُ أحـداثٌ على غارب النَّوى *** فياليت شِعري هل معادٌ لتائِقِ؟

في هذه القصيدة تحدث الأستاذ عصام عن المواجهة الساخنة التي وقعت في محيط مسجد السلطان في مدينة حماة، حرسها الله تعالى، وأشار فيها إلى أطراف الكيد والمكر التي تحركت بدوافع آثمة، لتنال من أهلنا وبلادنا، وكأني به حفظه الله تعالى يحدثنا عن واقع الثورة السورية، وعن المتربصين بها في أيامنا..

تأملوا معي هذا المقطع الرائع من القصيدة:

أحبـاي يا مـهـوى الفُـؤادِ تحيـةً *** تجـوزُ إليــكم كل ســدٍّ وعـائقِ

لقد هـدَّني شـوقٌ إليـكم مُبَـرِّحٌ*** وقرَّح جَفْني دافــقٌ بعــد دافقِ

وأَرَّقني في المُظلمـات عليـكُمُ *** تكالبُ أعــداءٍ سَعَـوْا بالبَــوائـقِ

فمنهم عدوٌ كاشـرٌ عـن عدائِــهِ *** ومنهم عدوٌّ في ثياب الأصادقِ

ومنهم قريبٌ أعظمُ الخطبِ قربُهُ *** له فيـكمُ فعـلُ العـدوِّ المفارقِ

أردتـم رضـا الرَّحمـن قلبـاً وقالبـاً *** ولم يطلبوا إلا حقيرَ الدوانقِ(1)

فسدَّدَ في درب الجهادِ خطاكـمُ *** وجنبــكم فيــه خفيَّ المزالقِ
ٌ


(1) الدوانق: الأموال

No comments: