Sunday, July 31, 2016

كيف تدبر امريكا انقلاب؟

في النصف الأول من القرن العشرين صحت أمريكا على حقيقة تقول بضعف معرفتها وقلة تأثيرها في دول العالم ولاسيما خارج اطار أوربا واليابان.  لمواجهة هذه الحالة أقامت عدة برامج ومؤسسات تخدم هدف معالجة هذا النقص.  أحد هذه البرامج قائم على شكل التعاون العسكري الذي نجح بشكل كبير ؛  ويعتبر نجاحه في أمريكا اللاتينية الأكثر وضوحا باخضاع تلك القارة ما يزيد عن نصف قرن في القرن العشرين.  
البرنامج يقوم على استغلال اي احتكاك مع أفراد القوات المسلحة للبلد المستهدفة لبناء علاقة وطيدة وشخصية وطويلة الأمد مع هؤلاء الأفراد.  من مسببات هذا الاحتكاك هو الدورات العسكرية وما شابهها.  فعندما يصل مثلا ملازم أول من كولومبا لإجراء دورة في أحد الجامعات الأمريكية في الثلاثنيات من القرن العشرين يُخصص له صديق أمريكي drinking body هذا الصديق يقوم بتقديم النصائح والتسهيلات (أين يشتري الخبز، كيف يحصل على شهادة سواقة، إلخ..) لهذا الملازم؛ وتقوم علاقة صداقة بينهما.  عندما يعود هذا الضابط إلى بلده يبق الرجل على تواصل معه، يزوره من فترة لأخرى،  وفي كثير من الأحوال لا تكلف هذه العلاقة أكثر من بطاقة معايدة بعيد الميلاد، أو نصيحة و ارشاد الضابط على طريقه لتأمين قبول جامعي لابنه ،  ومع الوقت يصبح في مراتب الضباط الأمراء فينشأ الضابط على عين أمريكا بأقل التكاليف الممكنة. عندما تحتاج امريكا لتغيير ما في كولومبيا يكون هؤلاء الضباط من المرشحين الأًول ليكونوا وقود هذا الانقلاب.

هذا ليس اكتشاف جديد ولكن التذكير به ضروري في هذه المرحلة.  فالانقلاب وجنرالاته في الجيش التركي تزكم رائحة علاقاتهم بالإدارة الأمريكية الأنوف.  بل أن الدفاع الأخيرة عنهم لا يحتاج لاثبات. ولكن المشكلة الكبيرة التي تواجهها تركية بعد الانقلاب أن تنقية الجيش قد يعرضها للاستغناء عن كفاءات عسكرية محترمة.  فانشاء التوازن بين المحافظة على هذه القدرات التي أمضت تركية قرنا من الزمن في انشاءها والتي ستحتاجها خلال السنوات العشرين القادمات في معادلات أوربا الشرقية وآسيا شرق اوسطية وجهود السيطرة على النزعات الإنقلابية في القوات المسلحة التركية هي المعضلة التي على الإدارة التركية مواجهتها.  

Monday, July 18, 2016

بامكان السود والمهمشين في أمريكا أن يتعلموا شيئا من الشعب التركي

 مع الشكر للأخت التي تبرعت بترجمة لمقالنا:    Black Lives Matter but we can learn something from Turkish people
بامكان السود والمهمشين في أمريكا أن يتعلموا  شيئا من الشعب التركي
نحن في لولايات المتحدة يمكننا ان نتعلم شيئ او اثنين من الشعب التركي ؛ فبعد ىساعة من اعلان الانقلاب وفي طريقي للفندق تم اغلاق بعض الشوارع من قِبل من هم ـ على ما يبدو ـ مواطنين عاديين.  وقد ركن بعض السائقين سياراتهم في مواقع اسراتيجية من الطرقات مما نتج عن ذالك بطئ شديد في السير وفي بعض الحالات اغلقت الشوارع تماما.   
وفي زاوية أحد الشوارع  استدارت شاحنة في تقاطع طريق مغلقة الطريق كليا واجبرتنا مع السيارات الأخرى على الاستدارة والعودة. كنت في السيارة الأولى وكان هناك عناصر شرطة في الشاحنة واعطونا تعليمات بالعودة؛  لست متاكد ما هو اللباس الذي كانوا يرتدونه او الى اي قسم من الشرطة ينتمون ؛ المهم ان سيارة كانت بجانبنا توقفت ونزل رجل منها.  كنت مشغولا بمراقبة احد رجال الشرطة الذي وضع يده على سلاحه دون سحبه من زناره.  استدرت نحو السيارة ورايت الباب يفتح والرجل ينزل ولم يرفع الضابط سلاحه ولكنه وضع يده عليه بينما اتجه الرجل نحوه؛ في هذه اللحظة ترك الشرطي سلاحه وتوجه الى الرجل يتكلم معه؛  عندها غادرت سيارتي المكان.
للامريكي الذي لم يسبق له ان زار اسطنبول يجب ان نذكر بعض الحقائق عن اسطنبول: انها احد المدن الاكثر ازدحاما في العالم بتعداد سكاني يقارب التلاث وعشرين مليون شخص.  يعشون في منطقة اصغر من شيكاغو؛  فمقارنة مع الزحام في اسطنبول تبدو مركز شيكاغو (لووب) كمدينة نائمة. فيبقى الناس بعد منتصف الليل يتسوقون ويرتادون المطاعم والمقاهي تقريبا لا تغلق.   
وعلينا أن نذكر ايضا وما يجب ان نعلمه ان الانقلاب بدا في ليلة حارة من ليل الجمعة حيث ان قاطنوا استطنبول في العادة خارج منازلهم وكان هناك جهل تام في البداية بما يحدث ؛ فالسماء مليئة بالطائرات المقاتلة طوال الليل ولا احد يعرف تماما اين تذهب الهيلوكوبتر او ماذا تفعل.   
على الرغم من كل هذه الظروف ومهما سمعنا من الاخبار لم يكن هناك اي فعل من التخريب  ولم يكن هناك شوارع محترقة او نوافذ محطمة او محلات مخربة او اعمال شغب .  فالضابط الذي لم يسحب سلاحه والمواطن الذي لم يخرب كان هو السمة السائدة،  حتى عندما اعتلى المواطنون الدبابة وضرب أحد الشباب جندي بالكف ورغم أنه كان يجلس خلف مدفع الدبابة الرشاش لم يكن جواب الجندي إلا أن قال : "اخي هذا ليس خطأي لقد اخبرونا اننا سوف نقاتل ارهابيين هنا" 
 نحن في الولايات المتحدة علينا أن نسال انفسنا لماذا كل هذه النقود التي تنفق على تدريب الشرطة ولاتساعد في ردع الشرطة عن سحب اسلحتهم من دون الحاجة؟ من جهة اخرى هناك رد فعل الطبقات المهمشة  ولاسيما الامريكيون الافارقة عندما يواجهون عنف الشرطة. لماذا يكون الرد دوما بأعمال تخريبية عنيفة ضد الجميع. فلماذا عندما تحدث المواجهات مع الشرطة يكون ردهم قاسي وغير متزن؟  فيردون بشغب وتخريب رغم قضيتهم العادلة، فبفعلهم هذا يسيؤون لقضيتهم أكثر من خدمتها وهم يطالبون باحترام حقوقهم.

لقد اعطانا الاتراك درسا في العمل.  فحركة "حياة السود مهمة" وعلى حق ، ولكن بالطريقة التي نمارسها تنتهي دوما بأن تجعل وجهنا أسود. فنسيئ دوما للقضية بتصرفاتنا   

Saturday, July 16, 2016

Black Lives Matter but we can learn something from Turkish people

We in the USA can learn a thing or two from the people of Turkey.  A couple hours after the announcement of the “Coup D’état,” on my way to my hotel, some roads were closed by, what seemed like, private citizens. Taxi drivers parked their cars in strategic areas of the roads.  It resulted in the traffic going very slow and even, in some cases, the road being completely blocked.
On one corner a truck was turned crossways, blocking the road completely and forcing us and the traffic to make a u-turn.  There were armed police officers at the truck instructing us to go back.  I was not sure what kind of uniform they were wearing or to which branch of the police they belonged.  What is important is that a car next to us stopped and a man got down from the car.  I was busy watching one of the police officers who reach down to his gun holster without pulling it out. I turned my head toward the car seeing the door opening and the man came down.  The officer did not pull his gun but kept his hand on it while the man walked toward him.  At that moment the officer let go of his gun and the two men talked while my car left the scene.
For my fellow Americans who have never been here, you need to remember some fact about Istanbul. It is one of the most crowded cities in the world with 23 million people living in an area smaller than half of the city of Chicago.  Next to the crowded Istanbul, the Chicago loop seems like a dormitory suburb of Chicago.    People remain after midnight stalling in its street shopping dining, watching and being watch. Bars coffees and restaurants on the beaches almost never close. To understand also what we need to learn, we need to remember that the coup d’état started on a hot Friday night where most of Istanbul’s residents were out of their houses, and there was total lack of information about who did it and what is going on. The sky of the city was full of fighter jets roaring all night, and helicopters that no one really knew where they were going and what they were doing. 
In spite of all these conditions and whatever you heard over the news, I could not witness a single act of vandalism.  There was no riot, no windows smashed, no stores vandalized and no streets burned.  The cool officer who did not pull his gun met the citizen who never vandalized a store. Even when a crowd climbed on a tank, a young man slapped the soldier siting with a machine gun in his hand, the soldier replied to him saying: “Bro, is not my fault. They told us that we are going to fight the terrorist”
We in the USA, we can ask ourselves why all the money spent on police training does not help stop the police from pulling their guns without the need for it.  Additionally, on the other side there is an issue.  We have the marginalized classes and African Americans facing the police brutality with riots and vandalism when calling for the respect of its rightful rights.
The Turkish gave us tonight an example.   "Black Lives Matter” has been on the right side of the issue.  But the way we are doing it keeps giving us a black eye.

Wednesday, July 06, 2016

أفيون و بطيخ وقطن ومونسانتو

تعترف الادارة الأمريكية بأن طالبان تمكنت من القضاء على زراعة الأفيون في أفعانستان قبل الاحتلال الأمريكي للبلاد.  اليوم بفضل الإحتلال الأمريكي تعود زراعة الأفيون وتصدير المخدرات إلى ذروتها.  
تبحث بعض مراكز القرار عن طريقة للتخلص من هذه الزراعة وإعانة البلاد على تأمين زراعة بديلة.  النقاش يدور بين عدة أطراف ومراكز قرار ذوات مصالح محتلفة كل حسب مصلحته لا علاقة للأفغان فيها.  
ففي الكونجرس يقترح البعض أن يتم السيطرة على هذه الزراعة وتحويلها لتصبح مصدر صناعة المسكنات الطبية التي تحتاج الأفيون في تركيبها.  طبعا موظفوا وزارة الخارجية غير راضين عن الاقتراح لسببين لأول لا يوجد طلب زائد عالمي على هذه المسكنات،  الثاني : كما أن المخدرات تبق في السوق وستجد طريقها للمدمنين.  
البعض في الكونغرس يقترحون أن يتم استبدالها بزراعة البطيخ أو القطن. طبعا لا يمكن لبرنامج مساعدة ممول من أمريكا أن يساعد بزراعة القطن لأن هناك قانون أمريكي يمنع  مساعدة الزراعة التي تنافس القطن الأمريكي (أبحث عن لوبي القطن الأمريكي) 
إذا لم يبق على الأفغان كتحصيل حاصل إلا زراعة البطيخ.  ولكن لحظة يا جماعة أليست هذه بيد مونسانتو (شركة البذار الامريكية) 
أعتقد اللوبي التابع لمونسانتو سيلعب دورا من أجل أن يأكل الأفعان البطيخ قريبا.  ولكن لا تنسوا أن مونسانتو هي التي تصدر بذار لا تنتبت إلا مرة واحد.

Sunday, July 03, 2016

لن تموت أمتنا وبلادنا أبدا: "وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ"


لن تموت أمتنا وبلادنا أبدا: "وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ"  
يطرق الأستاذ عصام العطار على أبواب التسعينات وهو يقف في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل هذا ليخطب بالمسلمين من مسجد آخن في ألمانيا.  ورغم العقود الطويلة التي تفصل يومنا عن يوم كان صوته يهز جامعة دمشق من منبر مسجد الجامعة ولكن الشموخ والإباء والرسالة التي يقدمها للأمة لم تختلف عبر ما يزيد عن ستين سنة.  وأنت لا تحتاج لأن تستمع لخطبته لتعلم ما هي رسالته التي يرسلها للأمة،  فوقوفه واتكائه وجلوسه كلها تخبرك بالرسالة التي طالما تحدث عنها.
وهذه هي الرسالة التي يرسلها بجسده قبل كلماته،  إنها رسالة الأمل والثقة الكبيرة بنصر الله.  فالله يقول "وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ" فالأستاذ عصام من مبره هو الشهيد على جماهير الشباب والشابات التي خاطبهم في كلامه.  فلسان حاله يقول : إن كان حال الأستاذ عصام لم يمنعه من ان يقف المواقف التي يقفها، وإن كان تاريخ الأستاذ عصام لم يعفه أن يتقاعد أو أن يجد الأعذار لكي يخلد للراحة والحياة الوادعة؛  فما بال الشباب والشابات.  لقد أرسل الأستاذ عصام رسالة الأمل والثقة بالله وبالمستقبل القادم ، أرسل هذه الرسالة بفصاحته وبلسان حاله.  ويؤكد بأن المؤمنين هم الجديرون بالنهوض.  وهو الذي سبق وقال
اليأس في ديننا كفر ومنقصة      لا ينبت اليأس قلب مؤمن الفهم

فاللبيب يسأل السؤال الذي في جوابه حل مشكلة الأمة: ماالوقود الذي يعيش عليه هذا الرجل؟ وحري بنا أن نسأل لماذا لا نتحرك كما يتحرك هذا الرجل الذي أتعب بعمله من بعده.