Saturday, June 25, 2016

التظاهر لا يعني ضرورة الحرية

بعض الناس يعتقدون إذا خرجت مظاهرة ضد التنظيم الفلاني أو العلاني يعني أننا أحرار،  ولا أقول هنا بحرمة التظاهر، ولكن أنا أقراها على حقيقة بعضها ،  ومن لا يعرف تاريخه فليسأل أهل العلم، 
كانت الولايات المتحدة اطاحت بحكومة مثل حكومة مصدقي عام 1953 المستقرة عن طريق المظاهرات. فهل ستعجز عن تحريك شلة دورجية للتظاهر بنفس الأسلوب.  ففي عام 1953 قام  عنصر المخابرات الأمريكية كرمت  Kermit Roosevelt, Jr., هو حفيد الرئيس روزفلت الأسبق Theodore Roosevelt, بتطبيق تكتيكات تحريكية يصحبها شيطنة اعلامية وذخم سياسي عالمي اطاحت بحكومة مصدقي بأنه أراد مراجعة وثائق الحاكمة لشركات النفط الأمريكية.  
نجاح كرمت حوله إلى صاحب سنة ومنهاج في الإدارة الأمريكية.  منذ ذلك الوقت تحولت هذه التكتيكات لقاعدة عمل للمخابرات الأمريكية مارستها في الكثير من بلدان العالم  التي فكرت أن تنظر لمصلحة شعبها،  أخفها وطئة وسرية كانت شهادة الملك فيصل رحمه الله واسكنه فسيح جنانه التي لم تحتاج لاستعمال الناس في الشارع،  ومنها أيضا رئيس عمر توريخوس رئيس بنما وآحدثها رئيسة البرازيل. مرورا بالرئيس مرسي في مصر.  
ومن بين التكتيكات التي كان كيرمت روزفلت يطبقها واعترف بها  أنه كان يدفع رشاوي لذعران البلد ليحملوا شعارات مضادة للشاه ويزيدوا من شتمه والتهجم على رموز الشاه بوسائل قليلة الأدب بالنسبة للشعب الإيراني وهم يرفعون شعارات مؤيدة لمصدقي لتزداد كراهية العامة لمصدقي.  اللائحة طويلة يمكن للمهتم مراجعة كتب التاريخ بهذا.  
اليوم بعد 63 سنة اكتسبت الإدارة الأمريكية في تطبيق هذه التكتيكات فهل زعران القرى المساكين من لا يرى العالم إلا من ثقب التلفزة والجوع الذي يجره للدولار جرا يتوقع منهم أن يكونوا بمستوى المواجهة.