Saturday, February 21, 2015

هل نعمل على مستوى اسلامنا

عندما يكتشف أيتام العولمة أنهم أمام خيار الموت في قوارب البحر أو الإلتحاق #بالدولة_الإسلامية. 
نحن قادمون على قرن إسلامي بامتياز سواء أحببنا أم لم نحب بحلوه وبمره،  
ففي غياب إي حركة تحرر تدافع عن المستضعفين في العالم،  يصبح التحدي الحقيقي الذي يواجه المسلمين : 
      هل نطرح خطابا ومشروعا يحرر هؤلاء المستضعفين أم يقتلهم؟  

Friday, February 20, 2015

الحقيقة المرة: تتركك تموت بالآلاف دون أن تفعل شي في سبيل خمسة دقائق إضافية في الحكم.

الحقيقة المرة:  
عزيزي المنحبكجي:  تدافع عن قيادة سياسية وعسكرية باعت وطنها وشعبها،  هل تتوقع منهم أن لا يبيعوك.  عندما اتفقت مع أسرائيل على أن يتوقف الإحتلال على حدود دمشق ويضمن استمراريتها بالحكم،  ألم تصدرنفس القيادة قرارا عاما بالانحساب الكيفي حتى قبل أن يصل العدو للقنيطرة،  كم قرار انسحاب تكتيكي أو كيفي سمعت هذه القيادة أتحذته لكي تحقن دمك ودم رفاقك؟  اليوم تتركك تموت  بالآلاف دون أن تفعل شي في سبيل خمسة دقائق إضافية في الحكم. 
كبر عقلك والتحق بالثوار.  
أما بالنسبة لجماعة حزب اللات،  ألم يخرج زعيمكم يقول في 2006 : لا تأخذونا ما كنت عرفان"  وبعدها ترك بيوتكم في دمار ووضع النقود التي ارسلتها إيران في جيوبه وجيوب زبانته.   
ما رأيكم هل تتوقع أن يقول لكم مرة ثانية لا تآخذونا،  أم أنه سيهرب ويأخذكم معه إلى قم.  

ألم يكن من الأشرف لكم لو أنتسبتم إلى الجيش الحر أو وقفتم مع الشعب السوري؟ 
 شرفوا اقبضوا هي جاييلكم جنود #الدولة_الإسلامية.  
هل هذه فعلا حكمة القيادة التي تدافعون عنها.  


Wednesday, February 18, 2015

لن أفقد أنسانيتي

إن أكبر جريمة ارتكبها المجرمون في الأنظمة (السوري والعراقي والإيراني وعبيدهم في جنوب لبنان واليمن) أنهم جعلوا منظر القتيل من رعاياهم لا يثير شفقتي ولا حزني! 
إنهم نزعوا الإنسانية من رعاياهم فحولوهم لقتلة،  والتحدي الحقيقي كيف يمكنني أن لا أنزع الإنسانية من قلبي عندما أراهم مجندلين في مصارعهم، او أرى نسائهم يلطمون حزنا، وأطفالهم يندبون. 

ماذا لو لوقف هؤلاء مع تطلعات المستضعفين؟  

الم {1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {3} أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ {4} مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {5} وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ.   

Tuesday, February 17, 2015

"تنظيم الدولة" يسيطر على مناطق في سورية بخمسة جيوش

كما وصلتني 

"تنظيم الدولة" يسيطر على مناطق في سورية بخمسة جيوش


الثلاثاء 17 فبراير / شباط 2015

ذكر موقع "القرطاس نيوز" للأنباء أن ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" أجرى تقسيماً عسكرياً لقواته في سورية على خمس مناطق رئيسة، بهدف تماسك التنظيم أكثر في وجه الضربات الجوية التي يتعرض لها سواء من التحالف الدولي أو في المعارك التي يخوضها بشكل مباشر مع فصائل قاتلته من الجيش الحر أو الفصائل الكردية.
وأضاف الموقع أنه تم تقسيم سورية إلى خمس ولايات، في كل ولاية هناك جيش عسكري كامل مجهز بكل ما يحتاجه من سلاح وعناصر، كل جيش يتمتع باستقلالية في قراراته والتي تعود لقائده الذي يتم تعيينه من قبل وزير الحرب في التنظيم عمر الشيشاني، وهو القائد الأعلى لجيوش "تنظيم الدولة" في سورية والعراق.
ويمنع أي جيش من هذه الجيوش الانتقال من ولاية إلى أخرى إلا بأمر من وزير الحرب القائد العام للجيوش الذي لم يكتف بهذا العزل بين الجيوش بل أصدر تعليماته حول تركيبتها وهيكلتها الكاملة والتي تبدأ من قائد عام لكل جيش وتحته قادة قطاعات وجبهات.
"ولاية الرقة"
وهو أكبر جيوش "تنظيم الدولة" في سورية، عدد مقاتليه يقدر بـ11 ألف مقاتل بالإضافة إلى أنه يضم أهم وأبرز مستودعات الذخيرة والتي يعتمد عليها "تنظيم الدولة" في معاركه.  لهذا الجيش تنظيم عالي ومعسكرات تدريب متطورة وكبيرة، يتم من خلالها تخريج عشرات المقاتلين المدربين شهرياً.
وقائد جيش "ولاية الرقة" يدعى "علي الشواخ – أبو لقمان" وهو سوري الجنسية (معتقل سابق في سجن صيدنايا) تخرج من كلية الحقوق من قرية السحل غربي مدينة الرقة ويشغل منصب آخر إضافة لقيادته لجيش ولاية الرقة، وهو مسؤول الأمن لـ"تنظيم الدولة" في سورية ورئيس قادة القطاعات في الولاية. ويلعب جيش "ولاية الرقة" دوراً هاماً في إسناد وتأمين خطوط إمداد للجبهات المشتعلة في باقي الولايات الأخرى.
ولاية حلب
هو ثاني جيوش التنظيم في سورية ويقدر عدد مقاتليه بحوالى 11 ألف مقاتل، ويقوده مقاتل تونسي الجنسية يدعى "أبو أسامة التونسي" حيث يمضي معظم أوقاته في مدينة الباب بريف حلب لإدارة الجبهات المشتعلة في الولاية. ولجأت قيادة جيش حلب إلى تقسيمه لجبهات أبرزها:
جبهة مدينة "عين العرب - كوباني" والتي تقع شمال شرق مدينة حلب على الحدود التركية.
جبهة ريف حلب الشمالي وخطوط إمدادها بدءا من محيط قرية تل جيجان شرق مدينة حلب حتى الحدود التركية.
جبهة ريف حلب الشرقي وفيه حضور قوي هناك على طول جبهة تقدر بـ 10 كم من قرية مران حتى منطقة خناصر والقتال هناك يقتصر ضد قوات النظام في سورية.
"ولاية الخير"
جيش تجاوز عدده الـ 9 آلاف مقاتل، قائده يدعى "أحمد المحمد العبيد أبو دجانة الزر" وهو من أبناء قرية الزر في ريف دير الزور الشرقي. ليس كل عناصر هذا الجيش هم ممن بايع التنظيم.
"ولاية الحسكة"
جيش يضم 6 آلاف مقاتل، لا توجد معلومات دقيقة عن قائد هذا الجيش حتى الآن ولكن تم توثيق وجود "عبد المحسن الزغيلان الطارش أبو جندل الكويتي" وقد استلم قيادة العمليات العسكرية ضد مقاتلين كرد في الولاية وجيش النظام على أكثر من جبهة وأهمها:
جبهة مدينة الحسكة وتعتبر هادئة نسبياً والتي تمتد من جهة الغرب على طريق جبل عبد العزيز تل أبيض تل تمر وطريق السكة دير الزور من ناحية الميلبية وتعتبر هذه الجبهة أكبر الجبهات التي يخوض فيها التنظيم اشتباكات مع قوات النظام.
جبهة ريف "رأس العين" يخوض فيها التنظيم اشتباكات مع القوات الكردية.
جبهة منطقة ناحية جزعة والتي تشهد دائماً اشتباكات مع القوات الكردية وتعتبر أكثر الجبهات سخونة.
جيش البادية
أصغر جيوش "تنظيم الدولة"، فعديده لم يتجاوز 3500 مقاتل، اتخذوا من البادية السورية مقراً لهم ولنشاطاتهم. ويعتمد هذا الجيش على تكتيكات حرب الشوارع والعصابات حيث يقوم بالهجوم على أهدافه ويقوم بتدميرها وينسحب إلى مناطقه مرة أخرى. لهذا الجيش قائد محلي يدعى "محمد حسين حميد" قتل في اشتباكات مع جيش النظام في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في منطقة الشاعر بريف حمص ويتبع له قادة لعدة قطاعات في الولاية التي تشمل أجزاء من الأرياف الشرقية لمحافظتي حمص وحماه والقلمون الشرقي والبادية السورية.
وليس لجيش البادية معارك وجبهات ساخنة كباقي الجيوش التابعة للتنظيم فبحكم موقعه الخفي واللامعلوم للجميع فهو غالباً ما يعتمد في تكتيكاته على الكمائن والهجمات المفاجئة وخصوصاً في ريف حمص الشرقي وهي جبهة ساخنة تشهد معارك كر وفر دائمة بين مقاتلي التنظيم وجيش النظام.
تعاون الجيوش
هذه الجيوش تؤازر بعضها حينما يحتاج أحدها للآخر وفي الآونة الأخيرة تم توثيق عمليات إسناد متبادلة بين هذه الجيوش منذ تأسيسها بأمر من وزير الحرب حيث انتقلت سرايا وكتائب قتالية مسلحة تابعة لجيش ولاية الرقة لإسناد جيش "ولاية الخير" في معاركه مع قوات النظام في محيط مطار دير الزور العسكري، أيضاً ساندت سرايا قتالية ومعدات عسكرية تابعة لجيش "ولاية الرقة" جيش "ولاية حلب" في معاركه مع المقاتلين الكرد في مدينة عين العرب، كما خاضت كتائب مشتركة من جيوش الرقة وحلب والخير معارك السيطرة على مطار الطبقة في ولاية الرقة في شهر أغسطس/آب الفائت .
المجموعات الصغيرة
يتبع لـ"تنظيم الدولة" مجموعات صغيرة خارج المحافظات والمناطق التي سبق وذكرناها. ففي دمشق وجوارها لا يتجاوز عدد مقاتليها 1100 مقاتل، ولعل السبب الأساسي في ضعفهم هناك هو قلة خطوط الإمداد بينهم وبين قيادة التنظيم. وبالقرب من دمشق يوجد حضور قوي للتنظيم في منطقة القلمون فلها ما يقارب الـ1500 مقاتل ولا يسيطرون على مدن أو بلدات لكن يخوضون حرب شوارع وعصابات مع ميليشيات "حزب الله" وجيش النظام والجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بين سورية ولبنان. وفي الفترة الأخيرة تم مبايعة بعض عناصر الجيش الحر لـ"تنظيم الدولة" في المنطقة والذين قدر عددهم ما يقارب 400 مقاتل مع أسلحتهم وعتادهم .
يذكر أن التحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة" تمكّن من تدمير كل مقراته الرئيسية. لكن هذا لم يدفع بـ"التنظيم" إلى الاستسلام أو الانهيار بل استمرت في فتح معارك كثيرة في العراق وسورية.

يلي ماله كبير ماله تدبير : المعارضة السورية: أخطاء لا بد من الاعتراف بها،


أريد أن أحتفظ بهذا المقال في أرشيفي. 
نا" الجماعة مزعجة جدا في هذه المقالة لانها تحول هذه الأخطاء إلى قدر لابد منه"


النسخة: الورقية - دوليالثلاثاء، ١٧ فبراير/ شباط ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
ما تواجهه المعارضة السورية اليوم حصيلة تراكم جملة مقدمات، أدّت بتفاعلاتها الداخلية، والأخرى الخارجية وتمظهراتها البنيوية، إلى وضعية لا تُحسد عليها. والعامل الأهم افتقار المعارضة إلى أحزاب قوية كان من المفروض أن ترسم الخط السياسي للثورة، وتقدّم رؤيتها المطمئنة لسورية المستقبل، وتضع الاستراتيجيات والتكتيكات للتعامل مع مختلف التحديات. وفي المقابل، لم تتمكّن القوى الثورية الشبابية من بناء الأطر السياسية الناضجة المستقرة التي كانت ستسدّ الفراغ إلى حدٍّ ما. وقد تنبهنا كمعارضة إلى هذين الأمرين منذ البداية. وسعينا وفق إمكاناتنا لجمع سائر الطاقات ضمن إطار المجلس الوطني السوري، على أمل أن يتمكّن من التعويض. لكن المجلس نفسه ارتكب مجموعة أخطاء نتيجة غياب الخبرة السياسية المطلوبة لمواجهة تعقيدات المرحلة، وصعوبة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وعدم وجود آلية واضحة للمتابعة والمحاسبة والمساءلة. وأدّت هذه العوامل، وربما غيرها، إلى أخطاء استراتيجية في التقديرات والأداء.
وبفعل نشوة المشاركة الشعبية الواسعة من مختلف المكوّنات السورية في الثورة، والتطلّع المشروع الحالم نحو سورية التي نريدها، إلى جانب الوعود المعسولة للأشقاء والأصدقاء، ارتكبت أخطاء مؤثرة، فاعتقدنا أن الأمور لن تأخذ سوى أشهر عدة، وربما سنة على أكثر تقدير، لتنتصر الثورة. وما ترتّب على هذا تجسّد في نزعة اتكالية تكتفي بالمظاهر، وتُهمل الجوهري، في انتظار نصر مقبل.
لم نقرأ المواقف الدولية والإقليمية كما ينبغي. ولم نتوقف كثيراً عند موقع النظام من المعادلات الإقليمية وتفاعلاتها الدولية، لم نُشغل أنفسنا كثيراً بمآلات التغيير. كما لم نستوعب أبعاد الاستراتيجية التي اتبعها النظام في مواجهة الثورة، وكان محورها منذ اليوم الأول الربط بين الثورة والإرهاب، وبذل المستحيل لحصر المعركة بين النظام والإسلام السياسي السنّي.
كنا ننطلق من مسلّمة حقنا المشروع في القطع مع سلطة الاستبداد والإفساد، ولم ندرك استحالة ترجمة هذا الحق في عالم المصالح من دون مصالح.
ونتيجة تفاؤلنا غير المسوّغ بنصرٍ قريب لم نول الاهتمام الكافي أمور تنظيمية عدة، كانت ستشكّل أوراق قوتنا الأساس. فعسكرياً، وبعدما فُرضت العسكرة على الثورة لأسباب لسنا بصدد تناولها الآن، لم نتمكّن من بناء الجسم العسكري المنظّم، الملتزم بسياسات المجلس ومن ثم الائتلاف، وإنما ظلّت العلاقة بيننا وبين القوى العسكرية - الميدانية مناسباتية مجاملاتية، يشوبها العتب وعدم الرضا أحياناً، وتتحدد غالباً ملامحها الفعلية استناداً إلى حسابات الجهات الداعمة. وأفسح هذا الأمر في المجال لمجموعة من الذين استغلوا الفوضى الميدانية لتسويق أنفسهم والحصول على مواقع قيادية، ما أضعف الأداء غير المقبول أصلاً، وأدّى إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء ندفع، وسندفع، ثمنها راهناً ومستقبلاً.
وداخلياً وإدراياً لم ننجز المطلوب، سواء في المجلس أو الائتلاف، ولم ننظّم الأمور كما كان يجب. وفي الكثير من الزيارات إلى الداخل، كنا نواجه واقعاً لا بد من أن يعالج: فالمناطق المحررة كانت في حاجة إلى إدارة فعلية تحت مظلة المؤسسة المعترف بها شعبياً ودولياً، ولكننا تقاعسنا لقصور ذاتي أولاً، ولنقص في الموارد المالية ثانياً، مفسحين في المجال لمجالس إدارة محلية وهمية تحصل على إمكانات مادية لافتة من دون ضوابط تضمن النزاهة والجدية. هكذا غدت مرتعاً للطفيليين ومقتنصي فرص الأزمات. هذا فيما المجالس الفعلية التي تعمل على الأرض حُرمت الإمكانات المطلوبة، ما أضعفها وأفقدنا الصدقية. وفي أكثر من لقاء مع ممثلي هذه المجالس كنا نواجه هذه الحقيقة المرة بكل أسف. هذا ما واجهناه في أعزار، وباب الهوى، وأتارب، ومنبج، وتل أبيض، وغيرها من المناطق المحررة آنذاك.
والأمر نفسه يصح في علاقاتنا بقاطني المخيمات في دول الجوار. فعلى رغم زياراتنا الكثيرة إليها للاطلاع على واقع أهلنا واحتياجاتهم، والتخفيف عنهم قدر الإمكان، وضمن حدود المستطاع، لم نتمكّن من ضبط العلاقة مع المخيمات وفق المطلوب. لم نشكّل لجان دعم الثورة فيها، ولم نعمل على إيجاد آلية فعالة لتحقيق التواصل بيننا وبين الأهل هناك، ولم نستثمر المخيمات في التواصل مع الداخل، أو نضع برنامجاً دورياً لاستمرارية الزيارات، وعقد الندوات الحوارية مع الأهل للاستماع إلى آرائهم، ووضعهم في صورة آخر المستجدات. وهذا من أبسط حقوقهم علينا، كونهم من أبناء الثورة وضحاياها، يدفعون ضريبة باهظة تتمثل في معاناتهم اليومية.
أما الجاليات، فأهملناها بصورة مرعبة بخاصة في زمن الائتلاف، ولم نعمل على استثمار طاقاتها الهائلة لخدمة الثورة. فجاليتنا الكبيرة في الولايات المتحدة كانت، وما زالت، مستعدة للقيام بدور فعّال في التواصل مع مراكز القرار والأبحاث والإعلام الأميركية، وهذا ما تلمّسناه وعشناه مباشرة أثناء زياراتنا الكثيرة. كما أن جالياتنا في أوروبا لم تحظَ باهتمامنا المطلوب، على رغم ما ساهمت به من جهود لافتة مقدّرة في العامين الأولين للثورة، وتأكيداتها المستمرة في لقاءاتنا المباشرة معها لاستعدادها وقدرتها على المساهمة الفاعلة.
وكانت جالياتنا الكبيرة في دول الخليج مؤهلة لأداء دور متميّز يمكّن الثورة من المحافظة على استقلاليتها، وبناء مؤسساتها بقدراتها الذاتية، ولكننا تركنا الميدان لأصحاب المشاريع الفردية أو الشللية العصبوية، ما انعكس سلباً وتسبّب في تشتت القوى الميدانية، وتنامي التشدد والتطرف إلى حدٍّ كبير.
هكذا، نشأ شرخ كبير بين المجلس والشعب، وتفاقمت الحال حتى بات الاستقواء بالدعم الإقليمي هو المتحكّم في العمليات الانتخابية غير الموفقة التي اعتمدت أسلوباً لاختيار قيادات الائتلاف خصوصاً. فعوضاً عن الاستناد إلى دعم شعبنا في الداخل، وأهلنا في المخيمات والمهاجر، وُظفت العلاقات مع هذه الجهة الإقليمية أو تلك، أو حتى مجرد الإيحاء بوجود هذه العلاقة، لإقناع أعضاء الائتلاف بطرق شتى لاختيار هذا الشخص أو ذلك للمواقع القيادية، وما نجم عن هذا التوجه ترسيخ انطباع مفاده أن أياً كان يستطيع أن يتزعّم المعارضة بناء على علاقاته الإقليمية، والدعم الذي يحظى به أو يوحي.
ومع تصاعد الخلافات البينية ضمن الائتلاف، وتراجع شعبيته، وخفوت الاهتمام الدولي به، حاولت أكثر من جهة تجاوزه، بل سعت لتكرار تجربة تجاوز المجلس، مستفيدة من واقع ضعفه، ورغبة بعض القوى الإقليمية والدولية في تجاوز تمسّكه، على رغم كل شيء، بثوابت الثورة، بخاصة على صعيد الإصرار على إبعاد بشار الأسد ومجموعته عن أية عملية سياسية مقبلة تكون أساساً لحل سياسي كنا، وما زلنا، نرى فيه الحل لمعالجة الوضع السوري.
وما جرى في القاهرة وموسكو أخيراً لا يخرج كثيراً عن نطاق هذه المساعي التجاوزية، وهذا على رغم الخطوات الانفتاحية التي بدأها الائتلاف مع قوى المعارضة الأخرى خارج إطاره، لا سيما هيئة التنسيق.
غير أن حصيلة الاجتماعين المذكورين أكدت للجميع أن الائتلاف، على رغم قصوره ونواقصه، يبقى الجسم الأهم والأبرز للمعارضة. فهو يضم القوى الأساسية على اختلاف توجهاتها، حيث يوجد مثلاً لا حصراً، إعلان دمشق و «الإخوان المسلمون» والمجلس الوطني الكردي والمنظمة الآشورية والكتلة التركمانية والكتلة الكردية الوطنية المستقلة، إلى جانب ممثلي الحراك الشبابي وممثلي هيئة أركان الجيش الحر والشخصيات الوطنية المعروفة بتاريخها الطويل في المعارضة.
غير أن ذلك كله لا يعفي المعني من مسؤولياته، ولا يسوّغ أخطاءه أو يخفف حدتها. فالتقوقع على الذات، والاكتفاء بالسلبية السياسية، لم ولن يمكّناه من التعامل مع التحديات بفاعلية.
وما نحتاج إليه أكثر من أي وقت مضى تجاوز السلبيات المذكورة، ومعالجة آثارها، والانفتاح بعقل وقلب مفتوحين على قوى المعارضة الجادة الأخرى، بغية التوافق على مبادرة سياسية واقعية، تحترم تطلعات وتضحيات الشعب السوري وتمنح أجيالنا المقبلة الأمل والثقة بمستقبل أفضل.

* كاتب وسياسي سوري


Sunday, February 15, 2015

بوست سياسي بامتياز:

بوست سياسي بامتياز:
ألذ شي بالإسلام أنه  يناسب كل "أندبوري" مثل مني:
  • خطبة وعرس! أبرك النكاح أيسره مؤونة.
  • غرفة ضيوف!  كان فراش رسول الله (ص). الذي ينام عليه أدما حشوه ليف. 
  • مكياج!  لا يجوز. 
  • غرفة نوم جديدة!  تخوشنوا فإن النعم لا تدوم.
  • عيد ميلاد! بدعة.
  • عيد الحب! تشبه.
  • إجازة!  طلعنا عى الحج من عشر سنين.

لكل الرجال من أصدقائي أرجو أن تضيفوا إلى هذه اللائحة ومن لم يستعمل الإسلام كعذر على الأقل مرة واحدة يقابلني . ...  :-)

بس مفتاح المشكلة إننا تاركين الأفريقي ورايحين نقنع سويسري بالإسلام
تاريكين بيوت التنك في برازيل وراكدين وراء الشباب ببفرلي هيل في كاليفورنيا
تاركين ضواحي العمالية وراكدين وراء حماعة الدائرة السادسة عشر في باريس وأمثالها.  
منين بدنا ثورتنا تنجح!!
  

Saturday, February 14, 2015

مشايخ رز بالحليب : لا ثعالب تقود أسودا

كثير من أصدقائي يهاجمون مشايخ سورية ويتهمونهم بإخلاصهم ويسمونهم مشايخ "رز الحليب"  وأحسب أن بعضهم كذلك. ولكن تجربتي معهم تؤكد أن فيهم مخلصين. والمشكلة القائمة اليوم في سورية تحتاج: 
لفاعلين لا لمنفعلين،  
لقادة لا لتابعين، ....  لمن يتبنى ما يراه صالحا ويعرف طيف يفرضه كأمر واقع.. 

وبكل أسف فهؤلاء درجوا على كل ما هو خطأ وأعتادوا اللحاق لا السير في مقدمة الحدث،  إعتادوا التحايل مع ما هو ممكن لا مواجهة واقع وفرض تغييره. 

لقد جربت مع بعضهم ممن أثق أن انقل لهم فكرة سهلة لاتخاذ زمام المبادرة، إي مبادرة كانت، ولكنني خرجت بأته من الصعب أن تعلمهم عادة جديدة ليس لغياب الأخلاص عندهم بل لأن من شب على شي شاب عليه.  فقد يعتقد أحدهم أنه يختار أفضل الحلول،  ولكنه ينسى أنه يختار فقط من الحلول التي يراها.  أما الحلول التي لا يراها لسبب أو آخر ـ وأهم الأسباب هتا العمه ـ فلن يستطيع أن يختار مما لايراه خيارا.         

إن الثورة اليوم تحتاج إلى أسود لا إلى ثعالب فالقيادة كما يقول الشيح سعيد حوى:  "أسدا يقود ثعالبا لا ثعلبا يقود أسودا." ويبدو أن قدرنا أن نتيه في صحراء الحرية ريثما يخرج جيلا يستطيع أن يسموا على ما شب عليه أجيال البعث. 
   
فمن يريد أن يحمل على هؤلاء الشيوخ يظم نفسه بطلب في غير محله. 

#وأقم_الصلاة 

Thursday, February 12, 2015

نحن الذين تآمرنا على دمشق ودخلناها مثل"غزاة" حسين جمو


بمناسبة الرغبة الجامحة التي تركب البعض للإسائة لأهل دمشق أعيد نشر هذه المقالة التي نشرتها في إيلول 2011 

أقول لكم هناك سرا لا يعرفه إلا الشوام وهذا السر كامن في الجواب على هذا السؤال  "اسألوا أنفسكم لماذا الطفل الشامي يعتبر في عقله الخفي أن كل من لا يتكلم اللهجة الشامية فهو مع النظام؟" هذا كان قبل الثورة.  


حسين جمو : تشويه وتشهير من تيمورلنك إلى الثورة السورية الكبرى 
نحن الذين تآمرنا على دمشق ودخلناها مثل"غزاة"
تعليقي:  وصلتني هذه المقال، وبما أن الكاتب غير دمشقي سمحت لنفسي بأن اعجب ببعض طروحاته فيها. فأنا الدمشقي يصعب علي كالكثيرين من أهل دمشق أن يكتبوا مثل هذا،  بل أنني رغم معيشتي في دمشق لم أكن أحمل الوعي بالواقع الذي يتحدث عنه الإستاذ حسين جمو. فهل كنت من السذاجة بأنه فاتني هذا الواقع أم أن الأستاذ حسن يبالغ به؟   وأحببت أن أضعها على مدونتي لكي لا أنساها.  شكرا أخي حسين.   


حسين جمو : تشويه وتشهير من تيمورلنك إلى الثورة السورية الكبر
نحن الذين تآمرنا على دمشق ودخلناها مثل"غزاة"


"سأدرس في الشام". كان قراري قاطعاً بعد صدور نتائج الثانوية العامة في صيف 2001. انقسمت الأسرة تجاهه إلى موالين ومعارضين، وفي معسكر الموالاة كنتُ وحيداً.

استعانت العائلة بحلفاء مهمتهم الاستهزاء بالصحافة التي لا مكان لدراستها إلا في جامعة دمشق، إلا أن هؤلاء بدأوا الحديث أيضاً عن دمشق. ويصح القول إنه لم يكن كلاماً اعتباطياً، بل نظرة تاريخية ممتدة تتغذي من التنافس التجاري بين حلب ودمشق.
"الشامي بيضيعك.. مثلاً لو سألته وين صايرة الجامعة، رح يدلك على طريق غلط... والله انا برأيي ما في أحسن من حلب.. عنا جامعة هون.. أدرس حقوق.. خيّو.. ليش تتغرب عن أهلك وبيتك.. حدا بيكون من حلب وبيروح عالشام... غريبة شغلتك لك خاي...".


تيمورلنك في دمشق

كان هذا ملخص "مهذّب" أحتفظ به في ذاكرتي لبعض ما قيل عن دمشق قبل أن أقيم فيها، ولن أفصّل في أمور أخرى غير مهذّبة سمعتها كثيراً وتتعلق بتيمورلنك. لا داعي لإخفاء ذلك الآن، فهذه التفصيلة المخزية هي اكثر ما يشيعه "المتآمرون الكارهون" عن دمشق. ندرك متأخراً أنّ أحد الأركان التي كانت تضمن بقاء النظام هو خلق مثل هذه الحالة تجاه دمشق تحديداً.

إنها مؤامرة اشتركت فيها كل المدن، يضاف إلى هؤلاء أيضاً الوافدون إلى العاصمة من شتى أنحاء سوريا. شيء كان أشبه بنهج رسمي اتخذته تركيا بعد الحرب العالمية الأولى، والتي لا تزال تتردد حتى اليوم: "عرب بيس مللت" أي أن العرب قوم خائن أو سيئ. وفي صيغتها السورية، وصلتنا العناوين العريضة المتداولة من قبيل: "دمشق تفتح أبوابها للأقوى دائماً، ولا تقاوم الغزو الخارجي". صدقتُ ذلك ورددته رغم قراءتي للتاريخ الذي لم يذكر أو يشر بالصيغة التي كان يتم تداولها. أو"يعتقدون أنهم راقيين جداً ويترفعون عن مخالطة أبناء باقي المدن اجتماعياً". استهجنت ذلك رغم أن من تقاليد عشيرتي في القرية عدم تزويج أي فتاة لمن ينتمي لعشيرة أخرى داخل القرية ذاتها وعدم السماح للغريب بالاقامة، متجاوزين بذلك القانون. ونسمع أحياناً ما هو أمرّ وأدهى حينما تتوجه أصابع الاتهام إلى "الشوام" في جوانب من "التآمر" على الثورة السورية الكبرى أيام الانتداب الفرنسي، والذي دشّن هذه النظرة هو أكرم الحوراني الذي دأب على اتهام الكتلة الوطنية بخذلان الشعب في الاضرابات والاحتجاجات أيام الانتداب.وأضافت إليها الأقليات نكهتها الخاصة أيضاً. رددنا ذلك، نحن الذين ما زلنا نجهل الأسباب الحقيقية "الميدانية" التي كانت وراء هذه الثورة "الكبرى" التي فشلت فشلاً ذريعاً بينما نردد انتصاراتها إلى الآن.


وطني العاري

هكذا كانت الغلّة التي نزلت بها إلى الشام للدراسة. الاقامة في المدينة الجامعية هي شرط قدرة الطلبة من أبناء المحافظات الأخرى على الاستمرار. هناك تعرفنا على سوريا للمرة الأولى عارية، لا تسترها أي أقمشة. بدأت تتكون صداقات تستند في جذرها إلى قاعدة "كلنا لا ننتمي إلى هنا". أصبح الكشف عن الهوية الطائفية والقومية والمناطقية للشلّة الطلابية أمراً اعتيادياً، بل ومطلوباً. فعندما يقول أحدهم أن اسمه فادي، من حمص، نسأله بدون حرج: علوي أم سني أم مسيحي؟. ثم يعقبه الادعاء من الطلبة المحسوبين على الأقليات بأننا جميعاً "علمانيون".


لكم شامُكُم!

في السنتين الأولى والثانية، يبدأ الفرز الطائفي والمناطقي بالظهور أكثر فأكثر، يقل عدد الأصدقاء "الحقيقيين" من طوائف مختلفة. عندما يتشاجر علوي وكردي يستنفر مئات الطلبة من الجانبين، وكذا الأمر مع التجمعات الطائفية الأخرى يضاف إليهم الحوارنة (أهل درعا) والديرية (أهل دير الزور) اللذان يتعاملان من حيث الفكر الجمعي بعقلية طائفة أو حتى قومية.

يكتشف هؤلاء بعضهم البعض، يتناقشون، يتعاركون، يرقصون، يتوحدون حول كأس المتّة، لكن شيئاً واحداً يغيب عنهم: يتصرفون وكأنه ليست هناك من دمشق. دمشق هي الأماكن التي يعرفونها فقط، هي الشيخ سعد والمزة (86 والجبل والأوتوستراد) والبرامكة وجرمانا وزورآفا (وادي المشاريع). أهمية هذه المناطق تأتي من كونها الأساس الذي يجعل من مقولة "لكم شامكم ولنا شامنا" ممكنة التحقق بسهولة.


نزوح منظّم

بعد أن يبدأ الطالب الجامعي بالنزوح عن المدينة الجامعية، يختار غالباً واحدة من المناطق السابقة، وإن لم يكن التوزيع التالي دقيقاً بكل الأحوال، إلا أنه في العموم صحيحة ، فالكردي والعلوي يقيمان في حي واحد بشكل مختلط في مزة 86 (خزان ومدرسة) - ويردد كل من الكردي والعلوي أنهما الأقرب إلى بعضهما البعض في سوريا - ، بينما تقتصر ركن الدين وزورآفا (وادي المشاريع) على الأكراد الوافدين من منطقة الجزيرة مثلما تنحصر الاقامة في مساكن الحرس بالعلويين فقط. بينما يتوجه الدروز إلى جرمانا وصحنايا، والمسيحيون إلى الدويلعة وجرمانا. في هذه المناطق المذكورة تقيم جحافل بشرية من حيث الكم، يتوحد فيها الجامعي مع العامل مع الموظف، والأعزب مع المتزوج، تجمعهم الثقافة الاجتماعية والمستوى الاقتصادي المتوسط المتدني غالباً. لكن الصورة ليست بهذه الحدة من الفرز الطائفي، حيث هناك حتى حالات زواج تتجاوز الطوائف، إلا ان المقصود دائما هنا هو رصد المزاج العام السائد، والذي يكون غالباً ذا طابع شعبي وطبيعي أيضاً، إذ ليس من الغريب أن تقيم الأقليات في أحيائها، لكن النقطة الأساسية هو توافق عام على النظر بازدراء إلى الدمشقيين وإلى تاريخ دمشق.

لا بد أن نراقب خارطة التظاهرات اليومية في العاصمة حتى نفهم شيئاً عن التركيبة الاجتماعية التي تتحرك. الشام الحقيقية تنتفض عن بكرة أبيها، جوبر، الميدان، حي الأكراد، برزة، القابون، وصولاً إلى الريف الذي يحيط بدمشق كزنّار حريري. وهنا يمكن تسجيل استثناء في أحياء القدم والحجر الأسود وتجمعات نازحي الجولان الأخرى. هذه المناطق شعلة حقيقية للانتفاضة، يهابها الأمن رغم انه يقتل شبابها. نازحو الجولان هم الجزء الآخر من المسكوت عنه في العلاقات بين مكونات الشعب السوري.
في جلسات المتآمرين على دمشق، كان اتهام دمشق وأهلها من التجّار بالتحالف مع السلطة البعثية غير قابل للجدل. وصل بهم الانفصام إلى هذا الحد. إنه أقرب إلى مشهد سوريالي، يتهم فيه المتفرجون شخصاً على منصة الإعدام بالتحالف مع السيّاف الذي يتهيأ لقطع رأس المتّهم.


أين هي دمشق؟

كان يراودنا شعور بأننا جزء حقيقي من دمشق، لنا أحياؤنا الخاصة، ولسنا أقلية فيها. عندما يداهمنا تصور خيالي بالخطر من الأغلبية، التي نتخيل أنها سنّية (طائفياً) وأكثر عروبية (قومياً)، نتوحد ويزول الخوف. لكن لمَ لمْ يتملك معظم الوافدين إلى العاصمة رغبة في اكتشافها؟. الوافد لا يعرفها، بل يضيع فيها بسهولة لو أنه قرر الخروج إلى أبعد من "شامِهِ" رغم مرور سنوات على مغادرته مدينته وقريته إلى العاصمة. لم يتملك الفضول أحداً منا في التعرف إلى شخص "شامي"، كنا ننفر منهم بطريقة غير مفهومة، ولم نسأل ولو مرة واحدة: ما الذي فعله الشامي والشام حتى يستحقا منا كل هذه النزعة الانتقامية؟.


طلائع الحرس الجمهوري

في المقابل، لم يحاول الدمشقيون الاحتكاك بوسط الوافدين "الغرباء" أيضاً، ولهم أسبابهم، أوضحها هو ما وصلت إليه العاصمة من انحطاط عمراني في الأطراف وانتشار العشوائيات بدون قيود. والتوزيع المجحف للوظائف الحكومية على أبناء أقارب الرئيس في الطائفة. وبدا كل وافد جزءاً من السلطة السياسية الأمنية القائمة. صباح كل يوم، يستيقظ الدمشقي ويرى أمامه طلائع قطعات الحرس الجمهوري على قمة جبل قاسيون. هذا الشامي المنتفض اليوم، مع قلّة ممن هم بخلافه، أدرك منذ زمن طويل أن هذه القوات إنما جاءت لتراقب تحركه وتقصف مدينته لو عصت أوامر "السلطان".


غزاة منتصرون

تآمرنا على دمشق وريفها بما فيه الكفاية، نزلنا إليها كغرباء نحلم بالعودة، ثم أعلنّا من هناك أن "الشام لنا" ولن نخرج منها طالما هناك روح تنبض فينا، مثلنا في ذلك مثل الحرس الجمهوري على قاسيون. وغضضنا الطرف عن تدميرها أيضاً تحت مسميات مختلفة. قررنا نسيان مدننا وقرانا، وتعاملنا مع الشام بعقلية الغزاة المنتصرين.. نحن المنهزمين في كل قضايانا، جئنا نلفّق انتماءنا إلى دمشق. لكن، دائما كان الهاجس الحتمي موجوداً في أعيننا نحن المتآمرين :"الشام ليست عاصمة بلا سكّان، وهي تعرفنا فردا فردا". كان صوت آخر يشوش على التأنيب الذي يعترينا :"أحببناها بجنون لكن أيضاً بتملك وإقصاء لأهلها، مع ذلك، لو ترك لأمر لنا، لنفيناهم أجمعين". هكذا، ساهمنا في إطالة عمر "الاحتلال الخفي" للمدينة طيلة خمسة عقود منذ تسلم البعث للسلطة في انقلاب عام 1963. هل هناك غرابة أو إشارة تعجب إذن في دفع السلطة سكان المناطق الشرقية والغربية إلى الهجرة لدمشق؟. أليست سياسة مربحة للدكتاتورية؟.


خسارة أبدية

أستعيد اليوم هذا الشريط من الذاكرة بينما يزاحم مشهد آخر اكتشفت فيما بعد أنه لم يكن عبثياً ، بل كان ذا معنى استغرقني سنوات لأعيَه. لم أعانق أياً من أفراد عائلتي في أول فراق لي عنها عام 2001 مذ وعيت هذه الدنيا، وهو ما دفع بأمي إلى وصفي بـ"قليل الأدب". أردت القول لهم إن دمشق ليست بعيدة، وما أفعله ليس هجرة، بل رحلة مؤقتة للدراسة والعودة إلى المنزل نهاية كل أسبوع. شعورهم أني أصبحت متغرباً كان مؤذياً. في المقابل، توحدت العائلة خلف جملة قالتها أمي ببكاء في موكب جنائزي كان يتحرك خلفي: "لقد خسرناه إلى الأبد.. الشام ستسرقه منا".

أمي العزيزة، لترقد روحك بسلام، الشام تُسحِر ولا تَسرِق أحداً. وهي اليوم تسترد مقتنياتها المسلوبة. دمشق ليست لي أو لقطّاع الطرق.. إنها لكل من لا يتآمر عليها. نحن أبناء الريف السوري (منها السلطة) أثبتنا تاريخياً عدم أهليتنا في حبّها. ولن ندع عقلية قروية تدمّرها من جديد.

المستقبل - الاحد 25 أيلول 2011 - العدد 4125 - نوافذ - صفحة 9

Thursday, February 05, 2015

حزني عليه كان أكبر عندما تسلق سُلم الطائرة:

حزني عليه كان أكبر عندما تسلق سُلم الطائرة: 
لا استطيع حتى أن اتخيل مشاعر والديّ الطيار الأردني الذي أقامت الدولة الإسلامية به حد القصاص بعد أن اسقطت طائرته الحربية،  ولكن استطيع أن أتخيل أن ألمي سيكون أكبر لو أنني سمعت (لا سمح الله) أن أحد أحبتي  يحمل على كتفيه ثمانية آلاف من المتفجرات اللأكثر فتكا في تاريخ البشرية ليرميها على الناس سواء كانوا مذنبين أم غير مذنبين.  نعم إنني أزعم أن ألمي من أن يقوم احدهم بمثل هذه الأعمال أو بمثل هذه الهجمات أكبر بكثير من أن أسمع بموته ولو بهذه الطريقة البشعة.  وسواء عاد حيا أو سقط في يد من يقتص منه فإن روحه قد ماتت يوم ارتقى سلم طائرته وهو واع لما يريد أن يفعل.  إن الألم أن تسمع موت روح من تحب وإنسانيته أكثر ألما من أن تسمع بموت جسده.  لا يوجد كلمات عزاء كافية لأن تمنح قلب والدي الطيار الشاب ومحبيه لحظة راحة واحدة.  ولكن العزاء الممكن الأوحد أن نجعل "معاذ" آخر من يفقد روحه وإنسانيته قبل أن يموت. 
لقد سافر الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوا إلى أهل الطائف إلى دين ينتصر فيه الضعيف من القوي والفقير من الغني وتحرر فيه العبيد من عبوديتهم ويتساوى الجميع بإنسانيتهم.  فأرسلوا له ضعفائهم وفقرائهم وعبيدهم يرجمونه حتى أدميت قدماه الشريفتان وفجو رأسه فسال الدم على وجهه الكريم.  وهكذا عبر التاريخ ينكرك أكثر من تسعى للدفاع عنه وتريد أن تنصره.  فكان الوقت المناسب للإمتحان الإلهي الكبير؛ فأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل ومعه ملك الجبال وقال للرسول عليه الصلاة: "إن شئتَ أطبق عليهم الأخشبين (الجبلين)" فقال رسول الله معلنا نجاحه بالامتحان الإلهي قائلا : " أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا
لقد رسبنا بالامتحان وفي كل يوم تطير الطائرات غدوة ورواحا فوق قرية الطيارة المفجوعة بابنها؛ وكلما اسمع ردات الفعل على هذا المرور كلما أعرف أننا نُصّر على الفشل في الإمتحان.  فأغنياء الطائف ومستكبريهم يريدون أن يقنعوا عبيدهم أنهم ليس لهم علاقة بموت إنسانية طياريهم وبأنهم سيثأرون لهم بسحق أرواح المزيد منهم وإنسانيتهم.   
ولا أستطيع أن أتخيل مشاعر القلب الملثوم العميقة التي منعت صاحب الدم من العفو عن الطيار.  ولكنني أستطيع أن أجزم بأن صاحب الثآر لم ينل راحة القلب الذي كان يأمل بالحصول عليه بقصاصه.  ومن لا يصدقني فليتكلم مع من اقتص من غريمه، وليسأله فيما إذا كان القصاص كان راحة لنفسه حقيقة. 
الحرب التي نخوضها تطحننا جميعا قاتلين أم مقتولين.  فقد قُتلت إنسانيتنا يوم سكتنا على الظلم واليوم تُقتل هذه الإنسانية يوم نمارس الثأر الرخيص.  نعم لقد قال الله سبحانه وتعالى "{178} وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {179} والآية يمكن أن تفهم على أنها تأكيد على القصاص، وفي ذلك حق،  ولكن ممكن أن يفهم منها أيضا أن لحظة القصاص هي فرصة ذهبية لمنح الحياة.  المعنيان قائمان، وتحقيق المناط في محل الحكم لا يتم فيه تعميم بل يكون حالة بحالة حيث صاحب القرار فيها هو صاحب الدم.  وإن كان أهل الطيار ينظرون أن ابنهم قُتل عدوانا فلقد جعل الله لهم سبيلا.  ولكن علّهم  يذكرون أن ادعاءات الثأر لا تطال من قتل ابنهم وحده بل على الأغلب أنها ستطال كل الأبرياء دون القاتل،  فهل يذكرون قوله تعالى : {32} وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً {33} فإن كان جسد معاذ حُرق مظلوما فأيهم أولى بالنصر لوليه: الله أم طائرات الحلفاء.  إنها فرصة ذهبية لعلنا نلامس إنسانيتنا من جديد. ولعلها تكون لمعاذ مغفرة ورحمة في قبره.   

أعان الله أهلنا المفجوعين بمعاذ وأهلنا المفجوعين بموت انسانيته وإنسانية أمثاله.   




Sunday, February 01, 2015

حل مشكلة لا يخرجنا من الأزمة:

حل مشكلة لا يخرجنا من الأزمة:
دعوني ألخص نقطة معقدة جدا، ولكنها تحمل لُبّ العلوم السياسية، 
لو أن ال#دولة_الإسلامية لم تكن، ولو أن #القاعدة لم تخلق، ولو أن الكون لم يعرف كلمة "مجاهدين" ـ ولنضيف مزاجا هنا ـ لو لم يكن هناك شي اسمه أخوان أو سلفيين،  لكان العالم اليوم يصنف الشيخ الصوفي أبو مزهر وصاحب الميلوية والشيخ السلمي مناهض العنف على أنهم "إرهابيين مسلمين."   فأولائك الذن يعتقدون أن مشاكلنا من هؤلاء فهم يعانون من أوهام لا يوجد حقيقة تاريخية ولا تحليل علمي يستطيع أن يؤكد أوهامهم.
في الخمسينات من القرن الماضي عندما كان عندنا شبه ديمقراطية، كانت الأحزاب اليمينية واليسارية تتقاتل بينها كالكلاب المسعورة، ولكنها تتحد جميعا عندما يكون الطرف الآخر رأيا اسلاميا أو تراثيا حتى لو لم يتبنى فكرة "الحاكمية."  فهل تعلّم غير الإسلاميين هذا الدرس ويدركوا مسؤوليتهم  فيما فعلوه تلك الأيام لتقودنا إلى مانحن عليه اليوم.   اليوم وأكبر ما يواجه الجيل القادم حقيقة تقول: أن توارث العداء للدولة الإسلامية والهجوم المسعور على فكرة "الجهاد" لن تؤدي إلا إلى إغلاق منابر الحوار الإسلامي  ووأد امكانيات التصاعد في التجارب الذي يمر بها الإسلام السياسي ودفعها نحو المزيد من التطرف والإنغلاق.     
  هناك الكثير ما يقال في نقض الواقع القائم وممارسات الإسلاميين فيه، ولكن كسياسي يهدف إلى الخروج بالأمة من معاناتها فأنا اراهن على الحلول الأكثر نجاعة ولو كانت حلولا جراحية، فأنا لا أؤجل المشاكل الحقيقية لمواجهة مشاكل استثنائية ، ولا أعالج مشكلة صعبة على حساب تأخير لأزمة قائمة متوهما بأن حل المشكلة سيخرجنا من الأزمة...