Saturday, July 23, 2011

كيف يُحوّر النظام الحقيقة

لا يوفر النظام السوري ساحة ولا سلاحا إلا ويستخدمها لخلق انطباع بأنه يمتص الأزمة التي يعيشها، فمازال النظام وجلاوزته يمارسون الكذب والتضليل في كل كلمة يقولونها. فقد قامت سلسلة من الصفحات المحسوبة على أنها اعلامية بنشر خبر بعنوان "تصريحات كلينتون عن شرعية الأسد ارتجالية ولا تمثل الرأي الأمريكي" طبعا المفتاح في التغيير هنا أضافة عبارة "لاتمثل الرأي الأمريكي" ورأيت أن أنشر هنا ترجمة كاملة للمقال الذي نشرته "واشنطن بوست" يوم 16 تموز. لأن الخبر وصل إلى شعبنا من خلال هذه الصفحات بصورة مغايرة تماما عم أراده الصحفيان في الواشنطن بوست.
فالمقال يقدم التغيرات التي تعكسها زيارة السفير الأمريكي لحماة يوم الجمعة ومن ثم تصريح الوزيرة كلنتون يوم الإثنين وتصريح الرئيس أوباما على أنها نقلة نوعية في السياسة السورية تجاه النظام السوري وخطوة نحو زيادة عزلته. فكل من الرئيس والوزيرة والسفير يؤكد على أن أسد "فقد شرعيته" فمقال واشنطن بوست حسب النص الأصلي يؤكد ان هناك تحرك باتجاه عزل النظام السوري بشكل أقوى وأن السياسة الأمريكية تقف إلى جانب المتظاهرين مع كل يوم يمر. الشيء السلبي الوحيد - برأي الكاتبين في البوست - بأن هذه التغيرات في السياسة الأمريكية تُصنف على أنها "ارتجالية"؛ بمعنى أنها تتطور دون استراتيجية واضحة للعيان، ويستشهدان بموظف نٌكرة في الإدارة الأمريكية على غياب هذه الاستراتيجية.
فالكاتبان يعتقدان أن هذه النقلات من موقف متصلب إلى موقف أكثر تصلبا ما هي إلا نقلات ارتجالية، على حين الحقيقة التي فاتتهما بأن تطابق موقف السفير يوم الجمعة مع موقف الوزيرة يوم الإثنين وتلاها تصريح الرئيس أوباما يوم الثلاثاء يؤكد أن هناك استراتيجية ثابتة. بل أن الطريقة التي صيغت بها الأمور تقول بأن هذه الاستراتيجية المضادة لنظام أسد موضوعة مسبقا وأن التنقل في مراحلها حسب تطور الوضع لا يحتاج إلى مراجعة للخطة الموضوعة مسبقا. إن خلاصة مقال الواشنطن بوست يعكس موقفا مصعدا للإدارة الأمريكية ضد النظام السوري وهو يصل إلى مطالبة أسد بالتنحي عن الحكم في خطوة قريبة بعد أن فقد شرعيته. ويؤكد المقال درجة التعاطف العالية مع المتظاهرين المسالمين في سورية. ولكن كل هذا نسيته وسائل اعلام النظام لتصل إلى نتيجة تقول "أن التصريحات لاتمثل الشعب الأمريكي" يبدو أن النظام بعد أن أدمن الكلام باسم الشعب السوري ها هو يريد أن يتكلم باسم الشعب الأمريكي أيضا.
ومن هنا أخذت بعض وسائل الإعلام ولاسيما الانترنيتية العنوان النقطة الثانوية في المقال لتدعي بأن النظام في خير وأن أمريكا لا تعرف ما الذي تفعله مع النظام السوري. لذلك رأيت أن أقدم لكم الترجمة كاملة لنص "الواشنطن بوست" وأدع للقارئ الكريم المقارنة بينها وبين ما أتى في بعض الصفحات السورية.


بداية مقال "واشنطن بوست"
كلمات مرتجلة وإجراءات تقود موقف الولايات المتحدة من سورية
لم تكن سوى كلمة واحدة -- "الشرعية" -- ولكن في لغة الدبلوماسية انها قنبلة، وطلقة نار على الأسس الأخلاقية لحكومة أخرى. عندما وقفت هيلاري رودام كلينتون أمام كاميرات التلفزيون في الأسبوع الماضي للحديث عن الزعيم السوري المستبد، حتى مساعديها لم يتوقعوا لها أن تذهب إلى هذا الحد. وحيث قالت " "من وجهة نظرنا ، أنه فقد شرعيته" ، متكلمة عن الرئيس السوري بشار الاسد.
بهذا التصريح كرد مرتجل (غير مخطط له) على سؤال صحفيين ، تجاوزت كلنتون خطا وأعتبرت بالحال نقطة تحول في سياسة أوباما. هذه السياسة التي كانت تعتبرت حتى يوم الاثنين متحفظة نسبيا في توجيه انتقادات علنية لأسد. لكن في حين أن البيت الأبيض كان ينوي تشديد لهجته حيال الرئيس السوري، فإن قرار استخدام الكلمة "الشرعية كان خيار لكلينتون وفقا لإثنين من موظفي الادارة مطلعين على الحادث.
إن كلام كلينتون بالإضافة لقرار السفير روبرت فورد المرتجل (غير المخطط له) بزيارة حماة معقل المعارضة يوم 7 يوليو، دفع بالإدارة الأمريكية خطوة اقرب لإعلان أنه على الأسد التنحي. والأخذ بالحسبان زيارة السفير وتصريحات كلنتون يظهر كيف كانت تصاغ مؤخرا سياسة الإدارة الأميركية تجاه حكم سورية المستبد معتمدة على المزيد من الارتجال الدبلوماسي أكثر من التخطيط المنهجي داخل البيت الأبيض.
بملاحظة واحدة،وضعت كلينتون الادارة الأمريكية بشكل أكثر حزما إلى جانب المحتجين الذين يطالبون الاطاحة بأسد، وانتزعت تهليلات جماعات المعارضة وتصفيق من دبلوماسيين سابقين وخبراء الشرق الأوسط الذين يضغطون من أجل موقف الرفض الشديد للحكومة المتهمة بقتل أكثر من 1500 من المحتجين منذ شهر آذار. وأزدادت الدعوات لموقف أكثر حزما وتشددا بعد الهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي على السفارة الامريكية على يد الشبيحة في دمشق الذين حطموا النوافذ ورشقوا المبنى بالفاكهة.
وكرر الرئيس أوباما جملة كلينتون يوم الثلاثاء في مقابلة مع شبكة سي بي اس، بعد أن اعاد توصيفها بشكل حذر قائلا: "أنتم ترون بشكل متصاعد أن الرئيس أسد فقد شرعيته بعيون شعبه"
يُيرز النهج الناشط لوزارة الخارجية الأميركية الانقسامات داخل الادارة الامريكية بشأن رد الفعل الأمريكي المناسب على حملة الاضطهاد. بعض مستشاري السياسة، بما في ذلك أعضاء كبار موظفي كلينتون، كانوا قد حذروا من تصريحات حازمة تُلزم الولايات المتحدة لسياسة تسعى لإزالة أسد. فلا يوجد دعم دولي لتدخل في سوريا على غرار التدخل في ليبيا. ويلاحظ هؤلاء المستشارون بأن هناك القليل من الأدلة بأن المعارضة فضفاضة مستعدة لتولي السيطرة على البلاد، مما يزيد من مخاطر الاضطرابات لمدة طويلة أو حتى حرب أهلية.
ولكن بعد ما يقارب أربعة أشهر من تفاقم العنف وسلسلة من الوعود المخلفة من قبل الأسد، بدأ جزء متنامي داخل الادارة الأمريكية الحث على موقف أكثر حزما. هذه المجموعة تضم فورد، الدبلوماسي المخضرم والسفير المعين حديثا في دمشق، فضلا عن نفسها كلينتون ، والتي يقول عنها مساعديها بأنها تنفعل غريزيا لتقارير اطلاق القوات السورية النار على المتظاهرين المسالمين من الدبابات.
"كانت مشمئزة "قال مسؤول كبير في الادارة من الذين حضروا اجتماعات رفيعة مستوى عن سوريا. قال المسؤول - الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مداولات حساسة دبلوماسيا - ان كلينتون كانت مفجوعة بإزدياد من سلوك أسد، وهو طبيب العيون الذي تلقى تعليمه في الغرب والذي كان ينظر اليه الكثير من مسؤولي البيت الابيض والكونغرس على انه اصلاحي محتمل.

http://www.washingtonpost.com/world/national-security/impromptu-words-actions-drive-us-stance-on-syria/2011/07/15/gIQAhMelII_story.html
By Joby Warrick and Mary Beth Sheridan,

My heart is with my Friends in Norway.

My heart is with my Friends in Humanity in Norway. I pray to God to give them patience and the comfort in the heart. I also pray and trust that this painful tragedy will keep your heart pure and the pain will not be allowed to change your great human characters I always know in you.


A crisis is like boiling water. We can be stones or potato. Can I dare to be a potato eazy to pile and a fragil hurt.

Thursday, July 21, 2011

"حساب ولا كعاب" يا حاكم المصرف المركزي:

طيب البورصة السورية حسب بياناتها المتوفرة على صفحتها الرسمية خسرت 43% من قيمتها بين الفترة 23 كانون الثاني 2011 و17 تموز 2011. والجدير بالذكر أن الهبوط بدأ في منتصف شهر شباط وتسارع بشكل كبير في الثلث الأخير من شباط وهذه الفترة كانت قبل بداية الثورة السورية الكبرى في 15 آذار. هذا يؤكد أن هناك محاولات لهروب الأموال من السوق حتى قبل أن تبدأ الثورة.

لنقرأ تصريحات أديب ميالة كمأتى في سانا :
وبشأن سوق دمشق للاوراق المالية أوضح ميالة (حاكم المصرف السوري المركزي) أنها حديثة العهد وما يثار من أقوال عن هشاشتها واحتمالات انهيارها يمثل فقط أصحاب هذه الأقوال فالانهيار في الأسواق المالية يحدث عادة عندما تنخفض أسعار الأوراق المالية دون قيمها الدفترية التي تمثل القيمة الحقيقية لموجودات الشركة المساهمة، وفي سوق دمشق للأوراق المالية لا توجد أي ورقة مالية انخفضت قيمتها نتيجة آلية العرض والطلب في السوق بهذا الشكل كما أن اللون الأحمر هو السائد مؤخراً على معظم شاشات الأسواق المالية العربية والعالمية وسوق دمشق للأوراق المالية ليس بمنأى عما يجري في العالم فهو أحد هذه الأسواق ويضاف إلى ذلك مجموعة من العوامل التي أسهمت في انخفاض مستوى أسعار أسهم الشركات المدرجة في سوق دمشق للأوراق المالية مثل عمليات تصحيح الأسعار وجني الأرباح وعمليات المضاربة وأيضاً التأثر الطبيعي للسوق بالأحداث الجارية في سورية حالياً وعودة أسعار الأسهم إلى مسارها الطبيعي حيث تضخمت هذه الأسعار في البداية نتيجة حداثة السوق."

Sunday, July 17, 2011

بدك تحجز غرفتين لمدة أسبوع! أكيد عم تمزح:

في مثل هذه الأوقات تصبح الكتابة بالاقتصاد أمر مؤلم، فلا أحد يحب أن ينقل الأخبار السيئة ولا أحد يحب أن يسمعها. ولكن حالة النكران والوهم التي يعيشها النظام السوري يجعل الكتابة حول هذه الأخبار المؤلمة ضرورة مفروضة. فقد عصفت سياسة النظام الاقتصادية والسياسية بما بقي من قطاع السياحة ذو الأثر الإيجابي عادة في سورية. وإن كانت وزيرة السياحة تعترف بأن هناك انخفاض في هذا القطاع بمعدل 25% فقط. ولكن يبدوا أنها إما جاهلة لحقيقة الأمر أو أنها تمارس ما اعتاد عليه النظام من تكرار الكذب إلى أن يصدقه الناس، فالنظام السوري يكذب حتى في النشرة الجوية ودرجات الحرارة في موسم الصيف.
فقد قمت بالاتصال بعدد من الفنادق السياحية السورية لأتأكد من الأسعار والتخفيضات التي تعلنها وزارة السياحة على صفحتها، ردة فعل الموظفين كانت أكثر إثارة من الأسعار نفسها، فأغلبهم لم يصدقوا بأنني أريد أن أحجز غرفة لمدة أسبوع، أو أنني اتصل من أمريكا. ومن صدقني لم يصدق إلا بعد أن قرأ الكاشف عنده أنني اتصل من خارج البلد. والانطباع الذي أخذته منهم ولم يقولوه: "هذا مجنون مودريان شو صاير بالبلد!". النتيجة أن الأسعار التي تعلنها صفحة وزارة السياحة صحيحة.
ولكن ما يهمنا هنا حالة الكساد التي وصل لها الاقتصاد السوري. فمثلا الغرفة (خمس نجوم) التي كانت السنة الماضية تسعيرتها 12000 ليرة سورية (250 دولار) أصبحت الآن 4000 ليرة سورية (75 دولار) ؛ يعني انخفاض الأسعار في هذا القطاع يعادل 67% بالعملة السورية أو 72% بالدولار إذا حسبنا هبوط الليرة السورية. المشكلة القائمة الآن أمام سورية أن آثار هذا القطاع على الاقتصاد الكلي آثار طويلة المدى، فمن ناحية حركة قطاع السياحة موسمية، فبالتالي على شركات هذا القطاع الانتظار في أحسن الأحوال حتى موسم السياحة القادمة على أمل أن تعوض بعض من الخسارات المحققه هذه السنة. ومن ناحية أخرى قطاع السياحة قطاع "زبائني"، ففي معمل في قطاع الصناعة مثلا يمكن تأخير طلبات زبائنه إلى أن يعاد تشغيله، أما في قطاع السياحة فتكلفة الزبون للمرة الأولى عالية جدا؛ وعندما يتوقف الزبون أو يذهب إلى مكان آخر فتحتاج استثمارات دعائية عالية من أجل أن تحضره مرة ثانية. فالزبون الذي لم يشتري بضاعة اليوم سيشتري غدا أما السائح الذي لم يأت اليوم فلن يأت غدا. وهذا سيجعل الأزمة طويلة الأثر على الاقتصاد الكلي. يمكننا أن نضيف هنا ما سيجري في قطاع الحج والعمرة. فالحركة الموسمية لهذا القطاع وقرب العهد به ينشئ ضغطا جديدا على النظام واقتصادياته، فيعتبر هذ القطاع جزء من قطاع السياحة وموسمهما الأول في شهر آب (رمضان) والثاني في شهري تشرين وكانون الأول. ولا يبدو أن النظام سيتمكن من انهاء أزمته السياسية قبل هذا الموسم.
من ناحية ثانية فقد ألغت ملايين المغتربين السوريين حجوزاتها هذا الصيف، وهؤلاء المغتربون يدخلون في العادة كمية لابأس بها من العملة الصعبة على البلد سواء بانفاقهم المباشر أو غير مباشر. كما أنهم جزء كبير من السياحة الداخلية التي تحدث في سورية، فالمغترب يزور أهله وعادة ما يزور عددا من المصايف وما شابهها من منشآة سياحية، مما يجعل الغاء حجوزات المغتربين له أثاره ايضا على قطاع السياحة. طبعا مع استمرارية المظاهرات في الخارج المعادية للنظام والمطالبه بسقوطه والمتضامنه مع أهلنا في الداخل مما يؤكد أن العلاقة بين الداخل والخارج علاقة عضوية أبدية لا يمكن أن تقطع. وفي حال استمر النظام القائم فإن هذه الملاييين الغفيرة من المغتربين ستتردد كثيرا قبل أن تعود إلى سورية في المواسم القادمة.
فإذا نستطيع أن ننظر بعين التشاؤم لمستقبل قطاع السياحة في سورية مع استمرارية النظام. وهذا القطاع لن ينقذه إلا ملايين المغتربين ولاسيما أولائك الذين غادر آبائهم سورية في الثمانينات والذين لو أتيحت لهم العودة لاستطاعوا أن يقدموا الكثير ليس على مستوى الانفاق الشخصي وتشجيع قطاع السياحي فقط بل أيضا على مستوى الاستثماري في كل القطاعات.

Friday, July 15, 2011

أوهام النظام السوري: أكذب وأكذب حتى يصدقك الناس

الخبر يقول: ايران تساعد النظام السوري بـ 5.8 مليار دولار
تقول العرب من شب على شي شاب عليه، فالنظام السوري شب على الكذب والخداع ولن يتخلى عن هذا الكذب ولو بقي يوما واحدا في حياته. فالنظام السوري لا يهمه أن يكون متماسكا بقدر ما بهمه أن يبدو للناس على أنه متماسك، ولا يهمه أن يكون مقاوما وممانعا ولكن همه أن يبدو للناس أن يكون ممانعا، ولا يهمه أن يحقق السلام بل همه أن يظهر أنه يريد السلام، ولا يهمه الحوار بل همه أن يدعي أنه يريد الحوار.
والآن في خضم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي جر النظام البلاد لها وهو يقف على حافة الإفلاس بعدما استنفز ما يزيد عن 60% من احتياطي النقد الدولي بغية دعم الليرة السورية، حتى لا يضطر وأتباعه لشراء الدولار بالسعر العالي ريتما يتم لهم الهروب بثروات البلاد وقد هرب مايزيد من 20 مليار دولار خارج البلاد حتى الآن.

فهو يدير الاقتصاد عن طريق الإشاعة ويدعم الليرة عن طريق الكذبة، فقد خرجت علينا تسريبات وسائل اعلامه قبل أسبوعين بخبر سري بأن الملك عبدالله ارسل مليارين من الدولارات له كمساعدة، واليوم تأت هذه القصة التي لا خلاق لها تحاول أن تطمئنا عن أن "الشحن قادم" وأن الاقتصاد بخير، فهو يحسّن الواجهة بينما يربح الوقت لكي يتمكن أتباعه من الهرب بالمزيد من الأموال إلى منفاهم.

السؤال المطروح اي مجنون ذلك الذي ما زال يقامر على استمرارية النظام ويضع على طاولة القمار ستة مليارات دولار ثم يحلم بأن تعود له. فهذه الأموال لن تكون بأي صورة من الصور وبأي شكل من الأشكال ديونا في ذمة شعبنا السوري بعد الثورة. فمن أقرض أسد شيئا فليطالبه به في منفاه، ومن اشترى منه أو من عصابته ارضا أو شركة أو عود ثقاب، فإنما هو اشترى مالا مسروقا ولاحق له به بعد الثورة.

Monday, July 11, 2011

سورية.. الحوار ولكن مع من؟

يردد النظام السوري عبارات مفرغة من المفاهيم تجاهلها لما يزيد عن 50 عاما من حكم أسد. فقد صم النظام اذنيه عن كل شعارات الحوار التي رفعتها المعارضة بكل انواعها منذ بدايات ربيع دمشق إلى عشية مذبحة درعا. و أتى النظام يتملق أشباه السياسيين وينفض الغبار عن بعضهم ليدعي أنه يريد الحوار.
الثورة تدعو سرا وعلانية للحوار، فهذا مطلبها الأول ولكن الحوار ليس مع النظام بل الحوار بين فعاليات وقوى المجتمع السوري، فالثورة تدعو إلى حوارِ لا مكان للنظام وقواه فيه. فما اقترفت يدا النظام هذا العام وحده جعله خارج أي تغطية شرعية وسحبت منه كل جدوى التحاور معه. ما لا يريد أن يدركه النظام أن الثورة افقدته شرعيته. فالثورة وردة فعله عليها جعلته خارج الشرعية وخارج التاريخ وخارج مستقبل سورية الممكن. فالثورة ترفض الحوار الذي يقود إلى أنصاف حلول، وترفض حوارا يحاول النظام أن يكون طرفا به.
فلا بد للنظام من ادراك هذا الكلام ولا بد له الخروج من حالة النكران التي يعيش في وهمها. وبإمكان النظام أن يظهر تفهمه للواقع السوري الجديد الذي فرضته الثورة عليه. فإن أراد النظام أن يقدم مبادرة فهناك الكثيرمن الخطوات الفعلية - لا الوعود المستقبلية - التي يستطيع أن يبدأ بها. ولو بدأ بها فسينظر الثوار عندها في إمكانية التنسيق - وأقول التنسيق لا الحوار - مع هذه الخطوات خلال مرحلة انتقالية لمدة قصيرة لنقل مثلا شهر واحد حول نقاط تطبيقية تسمح لخلق جو للحوار الوطني، وبإمكاني ان أعطي بعض النقاط التي يمكن أن تُلزم السلطة نفسها بها من جانبها وتحولها إلى واقع قائم لتفتح المجال للحوار الحقيقي بين اطراف المجتمع وقواه المختلفة. وخلال هذه الخطوات سيظهر النظام حسن نيته وجديته في درب التغيير الوطني وأضع بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر:
1. اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بما فيهم من اعتقل في المظاهرات.
2. سحب جميع أشكال التواجد المسلح من شوارع مدن وقرى سورية.
3. تكليف الأمن العام (الشرطة) ووزارة الداخلية بتنظيم الأمن.
4. الزام جميع عناصر المخابرات والأمن السياسي وماشابهها بالإلتزام في الدوام في فروعها وثكناتها ومراكزها وتعليق كل مهامها خارج قطعاتها إلى إشعار آخر.
5. إلزام جميع قوات الأمن بترك أسلحتها في مراكزها ما لم تكن في مهمة رسمية وفي لباس رسمي موحد.
6. إلحاق الحرس الجمهوري ومختلف قطعات القوات المسلحة ووضعا بشكل فعلي تحت تصرف وزارة الدفاع وقيادة الأركان العامة.
7. اغلاق مكتب الرقابة ورفع شرط الترخيص لممارسة الاعلام المحلي والعالمي والكف عن عرقلة عمله.
8. إلغاء أي قانون يتعلق بضرورة الحصول على ترخيص مسبق للتظاهر والتجمع.

من الممكن لهذه الخطوات الأولية أن تطبق في يوم واحد وأن تفتح المجال لحوار لاحق، فهي تظهر أنه في داخل النظام بقايا تيار اصلاحي ما. ولكن لنكن على يقين بأنها ليست نهاية المطاف. إنه مما لاشك فيه أن الثورة أسقطت النظام، وأن ردة فعل النظام على الثورة أنهى صلاحيته. وأن أي حوار في ظله لن يكون ممكنا، لذلك هذه الخطوات ممكن ان تطبقها قوى النظام "الإصلاحية" لا تهدف ولا يمكن أن تهدف لإعادة احياء النظام، ولكنها تساعد على تخفيف تكاليف هذا التحول إلى الديمقراطية لا على الثورة وحدها ولكن على السلطة وأتباعها أيضا.
لقد أثبتت الثورة السورية درجة عالية من الحس الوطني والوعي بالمصلحة العليا للبلاد. فإن اتخاذ هذه الخطوات الثمانية من قبل النظام ما هو إلا آخر "معروف" يفعله النظام لبعض الصالحين في صفوفه.

Saturday, July 09, 2011

رؤية النصر: بين النضال السلمي والحرب: أنتم بخير اطمئنوا

كلما انتقل أحد من الناس إلى صف الثورة كلما زادت فرحتنا بهم وزادت فعالية الثورة. فالفرق بين الثورة -النضال السلمي الذي يجري في سورية – والحرب يجب أن يكون واضحا؛ فالغرض من الحرب هو إبادة العدو وقهره، في حين يكون الغرض الأول والنهائي من الثورة السليمة هو أن ينتقل الناس في موقفها مع الطاغية إلى موقف في صف الثورة. ففي حرب هناك فئتان فقط، العدو والصديق، والعدو إما خاضع مستكين أو ميت. أما في الحراك السلمي فهناك ثلاث فئات: الفئة الأولى هم فئة الموالين والنظام. والفئة الثانية فهم اصحاب "الأعراف" فهم العامة التي تقف قلوبها مع الثورة ولكنها لا تقدم شيئ من الفعل من أجل نجاحها، أما الفئة الثالثة هم فئة الثوار والرافضين صراحة للنظام.
فإذا عرفنا الفرق بين الحرب والنضال السلمي أدركنا أنه علينا أن ندرك معايير النجاح والفشل الحقيقية، فقد يُخيل للبعض أن هناك غياب للهدف الواضح الذي يحسم الحرب ويقرر الخسارة والربح. ففي مثال الحرب قد يكون هذا الهدف تلة أو مرتفع، جسرا أو مدينة تسقط في يد الجنود. وهذه سهلة المنال والإدراك، فالجيش إما وصل لها أو فاتته؛ وبذلك يسهل تحديد النصر والخسارة.
أما في الثورة فلايوجد هدف بهذا الوضوح على الطريق يجعلنا نشعر أننا منتصرين. إننا في الثورة كل ما علينا هو مراقبة حركة الناس بين الفئات الثلاثة. فطالما أننا نجد حركة الناس الغالبة تنتقل من الفئة الأولى إلى الفئة الثانية، أو من الفئة الثانية إلى الفئة الثالثة طالما أن الثورة بخير.
الثورة السورية في شهرها الخامس لا تظهر إلا انتصارات بعد انتصارات. فالحركة في الناس تتم باتجاه واحد، فمن كان مترددا يقف متفرجا من أهل الأعراف، انتقل إلى الثورة، ومن كان مُشككا في جدوى الثورة نجده انتقل إلى صفوف المتمنيين للثورة أن تسرع بنجاحها ليعود إلى عمله. والذي كان يقف مع النظام بدأ يشك بقدرة النظام على الاستمرار. فطالما أن غالبية الحركة تتم بهذا الاتجاه فالثورة بخير ولله الحمد.
لذلك لابد من الإستمرار برفض الحوار الذي طرحه النظام علينا، فما يريد أن يحققه النظام هو أن يتوقف هذا النزيف (الحركة بين الفئات الثلاث) فهو لا يستطيع أن يعكس اتجاه الحركة ما لم يوقفها قبل كل شيء أو ينشئ شكا لدى الناس في جدواها. والشارع استلم المبادرة منذ 15 آذار والنظام فقدها، وهذه الدعوات ليست إلا محاولة فاشلة لكي يبدو النظام وفي يده مبادرة ما.

نشـيــد الشـهـيــــــد : الشاعر محمد ياسين العشاب

وصلتني هذه القصيدة من أحد الأخوة ويشجع على أن تسجل بصوت من يحسن الإلقاء فهناك عدد لا بأس به من القصائد ولاسيما من أهلنا في المغرب العربي
فمن يجد في نفسه القدرة على الاقاء والإخراج الفني والوضع على اليوتوب نرجو أن يتواسط معنا خدمة للثورة السورية :-)

نشـيــد الشـهـيــــــد

أجهزة (الأمن) السوري

الشاعر محمد ياسين العشاب

أَيُّ حُــــــرٍّ تَجَشَّمَ الظُّلْــــمَ فَــــرْدَا**أَيُّ لَـيْـــلٍ دَجَــــا عَـلَــيْــــهِ فَــأَرْدَى
أَيُّ صَــوْتٍ شَـدَا وَقَـدْ كَــانَ حَــيًّــــا**وَشَدَا الْيوْمَ وَهْـوَ يَسْكُنُ لَـحْـــــدَا
ذَاكَ صَــوْتٌ لَـــهُ الْخُــلُـــودُ تَسَنَّـى**ذَاكَ صَوْتُ الشَّعْبِ الأَبِيِّ الْمُفَدَّى
يَــا عَـنِـيـدًا تَـأَصَّـــلَ الصَّخْــرُ مِنْـــهُ ** وَمَـجيـــدًا ضَـــاقُــوا بِـــهِ فَتَحَــدَّى
لَيْتَ شِعْرِي وَهَلْ كَصَوْتِـكَ صَــــوْتٌ ** أَنْـزَلَ الظُّـلْـمَ مِـنْ عُــلاَهُ وَهَـــــدَّا
رَغِـبَ الْـمَـوْتُ عَـنْ صَـــدَاهُ فَــدَوَّى ** وَجَــــلاَ عَــنْ خَفَــائِـــهِ فَـتَـبَـــدَّى
نَضَّــرَ اللَّـــهُ فِي الأَمَـــاجِدِ وَجْــــهًـا ** جَعَــلَ الصَّبْـرَ فِي الشَّدَائِدِ قَـصْدَا
أَلْهَـمَ الشَّعْـبُ حِسَّـهُ ثُمَّ أَضحَـــى ** يُلْهِـــمُ الْفَـــنَّ مِنْ مَعَانِيهِ رُشْدَا
وَعَـــــدَ الأَرْضَ بـالْـفِــــدَاءِ فَـلَـــبَّـى **فِي رِحَــابِ الْمنُـــونِ أَنْجَــزَ وَعْـدَا
فَتَـسَـامَـى إِلَى السَّمَــاءِ شَهِيــــدًا ** وَأَبَى إِلاَّ الْخُلْـــدَ فِــــيــــهَا مَـــرَدَّا
=== === ===

يَا شَبَـابَ الشَّــامِ اصْمُدُوا وَأَجيبُوا ** دَاعِيَ الْفَجْــر وَابْذُلُـوا فيهِ جُـهْـدا
إِنّـمَــا الْفَـجْــرُ سَاعَــةٌ قَدْ أَهَـلَّـــتْ ** فَأَعِيـدُوا لِلشَّـــامِ عِـــــزًّا وَمَـجْـدَا
سَرَقَ الْغَـاصِـبُـونَ مِــنْـهَـا سَنَـاهَـا ** جَـرَّعُـوا شَـعْـبَـهَــا الْـمَـرَارةَ قَصْدَا
ضَيَّـعُــوا خَيْـرَهَــا أَهَـانُـــوا ثَــرَاهَـــا ** وَأَدُوا حُــسْــنَــهَـا مِنَ الظُّلْمِ وَأْدَا
أَيُ ذُلٍّ إِذَا الْـحِـمَـى كَــانَ نَــهْـــبًــا ** أَيُّ عَــــارٍ إِذَا الْعِـــدَا كــانَ سَـــدَّا!
أَيُّ خَـطْـبٍ إِذا الْخِيَــانَـــــــةُ عَــزَّتْ ** أَيُّ هَـوْلٍ إِذَا الْهَــوَى كــانَ ضِــــدَّا!
أَنِفَ الشَّـــامُ أَن تَـصُــونَ حِمَـــاهُ ** يَا خَؤُونًـا أَلْفَـــى الشَّيَاطِينَ جُنْـدَا
وَأَبَـى شَعْبُــهُ مُقَامَـــكَ فَارْحَــلْ **وَأَبَـتْـكَ الشُّـعُــوبُ فَــــرْدًا فَـفَـــرْدَا
أبِـدَمْـعِ الثَّــكْـلَـى وَنَــوْحِ الأَيَــامَـى ** أَمْ بِشَعْــبٍ جَـعَـلْـتَـهُ لـكَ عَـبْــدَا!
شَهِــدَ الدَّهْــرُ مَــــا لِبَــاغٍ مُقَـــــامٌ ** فَـتَـرَقَّـبْ يَـوْمًـا تَـضِــلُّ فَــتَــــرْدَى
أَيُّ حُــــــرٍّ تَجَشَّمَ الظُّلْــــمَ فَــــرْدَا**أَيُّ لَـيْـــلٍ دَجَــــا عَـلَــيْــــهِ فَــأَرْدَى
By: Yassine Achab

Wednesday, July 06, 2011

نقول لسفير النظام السوري في واشنطن:

نقول لسفير النظام السوري في واشنطن:
أنت ترسل الرسائل للجالية السورية الأمريكية تريد أن تتحاور وتدعونا لزيارة سورية الذي حولها نظامك إلى سجن كبير. فلماذا لا تبدأ الحوار مع أخوتنا في سورية أمثال تيسير العيتي واحمد طعمة و عارف دليلة وهيثم المالح واللائحة طويلة بإمكاننا أن نزودك بالمزيد منهم. فنظامك قسم السوريين فجعلنا في الداخل جراثيم ومندسين وفي الخارج جعلنا عملاء وجواسيس. والآن تذكرت أنت ونظامك أن هناك سوريين في الخارج! وتريد أن تستعملنا لتلتف على أهلنا في الداخل. هيهات هيهات. إننا في الجالية السورية الأمريكية نرفض هذه الدعوات المشبوهة والخطابات العفنة. ونعتبر كل من يشارك بأي حوار لا يشمل أهلنا الأبطال في الداخل ولا يضمن الشروط والظروف التي يضعها أهلنا في الداخل إنما يشارك في خيانة دماء ما يزيد عن 1500 شهيد قتلتهم عصابات النظام السوري.

From: theambassador@syrembassy.net
Subject: An Invitation to Dialogue
July 6, 2011

To the Syrian-American Community:
Since the onset of the events in Syria, many members of the Syrian-American community have been distraught over developments on the ground. Some have taken a hard-line stance, refusing any dialogue with the Syrian government. Others have chosen to engage with the Embassy and myself to express their candid viewpoints on how to pull Syria out of the current crisis and onto a brighter future. Many have voiced their interest in engaging with both, the members of the opposition in Syria, as well as the government. We believe this is a productive position.
As such, I would like to take this opportunity to inform the Syrian-American community that whoever believes in constructive dialogue and would like to visit Syria to participate in the National Dialogue between the government and opposition and/or intra-opposition meetings is welcome, and encouraged, to do so. Rest assured that they will be treated with the utmost courtesy and will face no obstacles entering or leaving the country.
I look forward to the Syrian-American community emerging as a robust and influential member of the National Dialogue that will help bring about a more democratic, peaceful, and secure Syria.
Sincerely,

Imad Moustapha, Ph.D.
Ambassador of Syria to the United States

Saturday, July 02, 2011

سؤال: قيل على لسان الأسد: "أن زيادة الرواتب وخفض سعر المحروقات أضر بالاقتصاد السوري" على الرغم إن هذا دخل ضمن الأصلاحات أي تعليق؟

أسئلة أتتني خلال محاضرتي 25 حزيران: سأقوم بالإجابة عليها تباعا هنا حسب ما يسمح الوقت:
سؤال: قيل على لسان الأسد: "أن زيادة الرواتب وخفض سعر المحروقات أضر بالاقتصاد السوري" على الرغم إن هذا دخل ضمن الأصلاحات أي تعليق؟

جواب: أنا لا أعرف فيما أذا كان هذاالقول للأسد أم لا. حقيقة أتبع النظام السوري سياسة شراء رضى الناس وسكوتهم عن طريق زيادة الرواتب والمساعدات المختلفة التي قدمها النظام هذا العام للسوريين (يدعونها السورييون بـ"بركات بوعزيزي" نسبة لمن اشعل الثورة التونسية) تقدر بـ 20 %– 25% ومثل هذه السياسات ليست شر بالمطلق وليست بالهير بالمطلق، فهذا الأمر يعتمد على الظروف العامة للاقاصاد الوطني الذي طبقت خلاله.

فالدافع الأصلي لهذه الزيادات ليس اقتصاديا ولم يكن معاشيا، إنما اتبعه النظام ظنا منه أنه يستطيع أن يشتري صمت العالم وينحني أمام العاصفة التي أشعلتها الثورة التونسية. فهذه حقيقة ما هي إلا محاولة لـ"رشوة" الناس علهم يتناسوا عن متطلبات الاصلاح السياسي ومستحقاته. والحمد لله انقلب السحر على الساحر.

أما على الصعيد الاقتصادي: فزيادة الدخول والمساعدات ولاسيما في دولة مثل سورية حيث القطاع العام يمثل نسبة كبيرة من حجم العمالة له تبعاته.
فأولا على مستويات العرض: هذه الزيادات فرضت على القطاع الخاص زيادات في المعاشات موازية لهذه الزيادات، هذا أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج وبالتالي خفف الطلب على العمالة من جهة وزادت الأسعار. فإذا علمنا أن الحكومة السورية تتبع سياسة زبادة عرض النقود منذ أواخر العام الماضي علمنا أن ارتفاع الأسعار آتٍ وسيأتي مضاعفا نتيجة هذه السياسة.
ثانيا: من ناحية الطلب: إن زيادات الدخول تلعب بشكل جيد على زيادة الطلب العام في كل اقتصاد، وهو أمر له ايجابياته في حالات العمل تحت القدرة الإنتاجية، وتوفر قدرة زيادة الإنتاج دون الحاجة لزيادة رأس المال. فرأس المال يصعب زيادته في المدى القصير للتمكن من مواجهة الطلب الجديد على السلع، وفي مثل هذه الحالة نجد أن هذه الزيادات في الدخول لم تتمكن من تشجيع الأنتاجية بالسرعة المطلوبة، فحقيقة الناس زادت الدخول في أيديهم ولكن لم يستطيعوا أن يروا أن القدرة الشرائية لهذا الدخل يزداد حقيقة بسبب ارتفاع الأسعار.

النقطة الثالثة أن كيف ستمول الدولة هذه الزيادات؟ فسوق الاقتراض الداخلي (السندات الحكومية وغيرها) غير متطورة بمافيه كفاية لمواجهة مثل هذه القرارات الإرتجالية. وسوق الاقتراض العالمي محدودة أمام سورية نظرا لطبيعة النظام السوري، فبالتالي لم يبق أمام النظام سوى أن "يطبع النقود" لتمويل هذه الزيادات، وهذا ما يهدد بتضخم أسعار أيضا على المدى المتوسط سيسحب كل أثر قد بقي لهذه الزياداة على القوة الشرائية.

فالنظام بارتجالاته أراد ان يحل قضية فورية وهي غياب الثقة والشرعية من نظامه، فخلق أزمة أكبر للبلاد بأكملها، فارتفاع الأسعار، وهبوط الطلب على يد العاملة، واستنزاف الاحتياطي كلها تعد العدة لحالة انكماش في الاقتصاد السوري خطيرة تسحب معها الليرة السورية للحضيض.